إن التصالح والتسامح والتكافل والتراحم من المفردات المتعلقة بالحياة الانسانية الكريمة التي تخلو من القتل والقتل المضاد والعنف والعنف المضاد، والمجتمع الذي تسود فيه مفردات التصالح يعد أرقى المجتمعات الإنسانية وهي في واقع الأمر جوهر الإسلام عقيدة وشريعة، الأمر الذي يحتم على مجتمع الإيمان والحكمة والفقه أن تكون تلك المفردات الانسانية عنوانه ومصدر إشعاع ايمانه وحكمته وفقهه في الحياة، بمعنى أكثر تحديداً أن تزول كل المفردات المضادة للتصالح والتسامح والتكافل ليصبح المجتمع ايمانياً خالياً من كل مظاهر العنف التي مزقت حياة ابناء اليمن الواحد. لقد شهدت اليمن مؤخراً سيطرة المفردات المضادة للتصالح والتسامح والتكافل التي خلقت هوة خطيرة في حياة المكونات البشرية للمجتمع اليمني وعطلت حياة الناس ومسامتهم سوء العذاب وفككت عرى الأخوة وأواصر القربى وفتت النسيج الاجتماعي وكادت أن تحول المجتمع اليمني الواحد والموحد إلى مجموعة من الكنتونات المعزولة عن بعضها البعض المختلفة والمتناحرة بسبب فعل القوى السياسية المتصارعة على السلطة التي اعتمدت على سياسة الغاية تبرر الوسيلة وتجاوزت القيم والمثل وفرطت في ثوابت الدين والوطن والانسانية وجعلت من الغواية الشيطانية والتعبئة الحاقدة عنوانها ففسدت وأفسد المجتمع، ولولا قوة الاعتصام بحبل الله المتين التي تحلى بها الخيرون من أبناء اليمن الواحد وهم السواد الأعظم لانزلق اليمن إلى ماهو أخطر. إن العودة إلى منهج التصالح والتسامح والتكافل من صفات الاتقياء الذين جعلوا من الاعتصام بحبل الله المتين عنوانهم وقدموا التضحيات الكبيرة في سبيل حقن الدماء وصيانة الوحدة الوطنية والحفاظ على مكارم الأخلاق، وهنا نقول للقوى التي أصرت على الكيد والغدر والغواية الشيطانية والتعبئة العدوانية الفاجرة يكفي فجوراً وقد جربتم أساليب تدميرية شتى ولن تتحقق غايتكم في التدمير، لأن الشعب شعب إيمان وحكمة وفقه فعودوا إلى الايمان والحكمة والفقه واجعلوا من التصالح والتسامح والتكافل عنوانكم وستجدوا أن في مكارم الأخلاق قوة الارادة وصلاح الأمور وسيتحقق من خلال ذلك كل ماهو صالح للناس كافة من الخير والسلام والتمكين في الأرض بإذن الله. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر