العمل على منع انتشار الفتن من جوهر الاسلام عقيدة وشريعة ومن أقدس واجبات الدولة, لأن في منع انتشار الفتن حقن لدماء الناس وصون لكرامة الإنسان وحفظ للسلم الاجتماعي, ومن أجل ذلك فإن على الدولة بكل مكوناتها البشرية ومؤسساتها الوقوف بجدية أمام الفتن التي يثيرها تجّار الحروب لإلحاق الضرر بالسيادة الوطنية وتنمية مكاسب تجار الحروب على حساب الدماء والأشلاء. إن الضمير الحي لايقبل بسفك دماء الناس الأبرياء ولايرضى بالضيم والتشريد والإبعاد من أجل إرضاء أعداء الأمة أو المكاسب المالية التي فرّقت بين الجماعات وأحرقت الأخضر واليابس, لأن سلوك المسلم الحق العمل بجوهر الإسلام الحنيف وترجمتها على أرض الواقع, وليس مجرد الادعاء واستخدام الدين كوسيلة للوصول إلى الغاية الشيطانية البعيدة عن قيم الانسانية. لقد أظهرت الأحداث التي مرّت بها اليمن صوراً مختلفة للاستغلال الذي أساء إلى جوهر الدين وأخل إخلالاً كبيراً بالثوابت الوطنية وجار جوراً فاحشاً على مكارم الأخلاق وولّد عنفاً لاحدود له مزّق المجتمع وأعاق حركة الحياة وباعد بين مكونات المجتمع وأضر ضرراً بالغاً بأواصر القربى وأفقد المجتمع نوازع الخير والتكافل وضاق مبدأ التسامح وانهار الوفاء وكادت الروابط الاجتماعية تتمزّق بسبب هذا الجرم الذي لايعرف ديناً ولا وطنية ولا إنسانية بقدر مايعرف أصحابه إلهاً واحداً يركعون له ليلاً ونهاراً ويجدون من أجل الحصول عليه وهو المال المدنّس الذي ضاقت الدنيا بجشع وهلع وغدر وخيانة طلابه. إننا اليوم أمام فتنة احتراب الدين وهي من أشد الفتن, ولذلك نقول للذين يستخدمون الدين من أجل الاحتراب لتحقيق المصالح والمنافع الدنيوية الخاصة: إن الله تعالى ليس بغافل عما يفعل الظالمون, وأن على المجتمع المزيد من الاعتصام بحبل الله المتين من أجل منع الفتنة ووضع حد لمشعليها خدمة للدين والوطن والإنسانية بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك