مازالت تعز تتفاعل كل يوم مع ذاتها وقضايا اليمن نحو تضامن مجتمعي واعٍ مع مدنية المحافظة وتلاحم أبنائها لحماية المحافظة والمشروع الوطني عموماً.. حركة تعز ليست موجهة ضد أحد وإنما ضد ثقافة اللادولة ومع الدولة وعندما تتحول الدولة إلى ثقافة مجتمع يهرب الفساد ويخرج من الأبواب والنوافذ والنفوس، وهذا هو المهم فمهمة المجتمع أن يطارد الفساد من النفوس والفوضى أيضاً، ليتحول الأمن والسلام والنظافة إلى ثقافة للجميع من أجل مجتمع سليم وشارع نظيف ومدينة نظيفة وإنسان راقٍ. المعنى والمبنى يطارد الفساد ويحاصر ثقافة العنف والسلاح، فالعنف هو زبدة الفساد وخلاصته. قبل يومين تم لقاء كبير لحزب التنظيم الناصري وقياداته، كان كغيره من المكونات والناس همهم هو تعز وتجنيبها ويلات الصراع، وكان هذا الهم هو محور اللقاء ووصية الأمين العام الأستاذ عبد الله نعمان القدسي. وبنفس الوقت أصدر فرع المؤتمر الشعبي العام بتعز بياناً واضحاً في رفض العنف أياً كان وحرصه مع كل مكونات تعز تجنيب المحافظة أي تداعيات للفوضى الحاصلة في البلاد، والعمل على دعم السلطة للقيام بمهماتها، وتبعه تصريحات وكلمات لمسؤول فرع المؤتمر الشيخ جابر عبدالله غالب ليكتمل المشهد أكثر ويزيل بعض اللغط هنا وهناك، فكل القوى في هذه المحافظة الموضوعة أمام أعين اليمن والعالم قد أفصحت بكلمة واحدة تاريخية وحضارية عن موقفها ضد العنف وكل مظاهر الخروج على الدولة من أي طرف، والوقوف مع الإنسان ومع السلام ,مع الأمن والدولة التي ستتفاعل فيها الروح وتتعافى، لتقوم بحماية المجتمع من الفساد ولوثة العنف والفوضى، وسنرى المجتمع بشبابه ووجهائه وأحزابه ومبادراته الطوعية يحاصر الفساد ويتخلص من مظاهر السلاح وثقافة القتل ويساهم قبل السلطة في هذا الدور الذي يكتمل بتحويل هذه القيم إلى ثقافة شعبية وإرادة جماهيرية. نحن أمام موقف شعبي رافض لكل مظاهر المليشيات من كل صنف ونوع، وهو موقف وطني ليس موجهاً ضد أحد وإنما ضد سلوك مضر وغير لائق حتى مكون (أنصار الله) في تعز ليسوا حالة خارجة عن الاجماع، فهم مع هذا التوجه، وثقافتهم سلمية بنسختها التعزية، أعني المدنية التي لاتتماهى مع العنف ولا العمل المليشاوي المدمر. أنا واثق أن الجميع في هذه المحافظة استوعبوا التاريخ جيداً واستوعبوا مايجري الآن في المدن الأخرى بل في العاصمة نفسها التي تسبح تحت بركة من الفوضى والمخاوف البركانية من كل مكان. وأن هذا المسار العام والتضامني المبدع في هذه المحافظة التي تغيب فيها العناوين الحزبية الخاصة لصالح القضايا العامة والهم العام، سيكون له أثر إيجابي في المستقبل وترشيد الحركة السياسية سواء في تعز أو عموم اليمن. فاليمن في النهاية والبداية سفينتنا الواحدة التي نعمل على إنقاذها بالحفاظ على المكان السليم ك «تعز» وتحصينه من التداعيات السلبية. [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر