كل شعوب الأرض تعرف أن آلية الحفاظ على الشعوب هي بالحفاظ على الدولة وبناء مؤسساتها الراسخة، حتى الانقلابات العسكرية مع عدم شرعيتها تسعى إلى الحفاظ على الدولة ومؤسساتها، فالدولة ليست أشخاص حكم وإنما مؤسسات وطنية محايدة تحافظ على مصالح الناس وأمنهم، وليس من صالح أحد تهديمها سوى أعداء من خارج الوطن أومجانين ذهبت عقولهم. دعونا نتفق على حماية الدولة ومؤسساتها ولنطلق بعدها العنان للتنافس الشريف والبناء، بعيداً عن الإضرار بالمؤسسات ... الشعب اليمني حكيم ومازلنا نرى فيه الحكمة من بين كل هذا الجنان الذي يطفو على السطح. الحاجة ملحة لتطبيق المواثيق والاتفاقات التي وقع عليها اليمنيون، منها مخرجات الحوار والسلم والشراكة بدون انتقاء أو تعسف. حالة إنهاء مظاهر السلاح تبدو حاجة ملحة لإنجاح هذه الاتفاقات بل وإنجاح عملية الانتقال وتلافي الوقوع أو الانزلاق إلى مربع الفوضى التي سيكون من أهم مفرداتها المجاعة والخوف لا سمح الله. كل يمني شريف سيعمل الآن على الحفاظ على ما تبقى من الدولة وشرعيتها، لأن البديل هوقانون الغلبة والتغالب الذي لا يعني سوى الفوضى واستجلاب عصابات وأمراء حرب سيتوالدون مثل البكتيريا، وعندها سينفلت الأمر من الجميع..كل الأطراف تتحرك وتتكلم ، لكن الحركة أصبحت لزجة وأشبه بجعجعة بدون طحين، وهذا أمرخطير قد يؤدي إلى تكسير رؤوس المكينة الطاحنة وما حولها ، ومن ثم يكون من الواجب أن يتحرك المجتمع بسلميته وعنفوانه الشعبي ف «ما حك جلدك مثل ظفرك». كل مظاهر القوة التي نراها ستبقى ضعيفة أمام إجماع وتحرك المجتمع حول هدف واضح مثل حماية مؤسسات الدولة وضد مظاهر العنف والسلاح .. الشعب اليمني يملك قوة من التجانس وهو ينتظر الآليات الفوقية لتبدأ بحركتها نحو الانتقال إلى الأمان وليس إلى الخوف، إلى الدولة وليس إلى الفوضى. هذا الشعب عليه أن يثق بشبابه المدني وخياراته السلمية وأن يقف بقوة وراء كل حركة وفعالية مدنية، فقوة المجتمع هي التي تبطل سحر الجماعات المسلحة وأمراء الفوضى .. وفي تعز نرى نموذجاً يجب أن يفخر به أبناء تعز ويعملون على تمتينه وتقوية الاجماع الشعبي والحركات المدنية الداعمة لموقف السلطة المحلية للحفاظ على القانون ومظاهرالدولة التي تعني إلى جانب الاستقرار الكرامة أيضاً. تجنيب تعز تداعيات ما يجري وتجنيبها شرور الصراع أصبح هماً لكل شاب وشابة, رجل وامرأة, للنخبة والعامة، وهي ظاهرة تدعو للأمان والفخر وعلى الجميع أن يعرفوا أنهم بهذا يؤسسون لمستقبل أقوى وأفضل في هذه المحافظة كنموذج لكل المحافظات. كل حراك يجرنا بعيداً عن الدولة ويخترع مسميات أخرى هو يريد جرنا إلى الخراب، وهذا ما يدركه أبناء تعز جيداً، ويدركون جيداً أن كل من يريد أن يدخل المؤسسات والبيوت من الشبابيك هو لص ولن يكون شيئاً آخر مهما قال غير ذلك. [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر