يبدو لي مع الأسف الشديد أن موضوع الوازع الذاتي لدى العديد من الناس قد اختفى وضاع وانتهى إلى أجل غير مسمى.. وإن وازع السلطة والأمر والختم والفصل في أمور الدنيا وحياة المجتمع أمر لابد منه من قبل من أنابتهم الشعوب، أو بعبارة أوضح من قبل من أوتوا السلطة والحكم باختيارات شعبية وجهات مركزية بات أمراً في غاية الضرورة والحاجة لاستمرار وتطور حياة المدنية الآمنة؛ فالحياة المدنية بوجه خاص لها شروط وأسباب ومقومات وألا تنتفي عنها مواصفات المدينة الحديثة. أسوق هذا الكلام وأنا أحس بمرارة وألم على ما أصاب ويصيب شارعنا المتواضع أو بالأصح شارع الخير الذي أسكنه، فلأن هذا الشارع كان قد أنفقت عليه الدولة أكثر من مليون ريال إن لم يكن عدة ملايين من أموال الدولة، ولأنني كنت قد كلفت نفسي بكتابة عرض حال الشارع للأخ محافظ تعز الأسبق الأخ عبدالله الحجري، فاستجاب مشكوراً بسفلتته ورصفه بالأحجار، وعقب ما انتهى المقاول من عمله فإنه قد زار الشارع ليتعرف عليه وليرى ما تم العمل به.. فكان الشارع وللأمانة يومئذٍ نموذجاً يحتذى لأي شارع من شوارع الأحياء السكنية في أية مدينة خاصة من حيث سعته وجودة رصف أحجاره إلى آخره.. إلا أن هذا الشارع مع الأسف وفي السنوات الأخيرة قد تعرض إلى تشوهات وتخريب من قبل الإخوة الساكنين فيه أو الذين أخذوا يشرعون في حفر ووضع الأساسات لمنازلهم المقبلة والعديد ممن شرع بالبناء توقف في مواصلته بالبناء، ولا أدري ما هي أسباب ذلك، ولا يهمني بأي حال، وإنما الذي يهمني أن عدداً منهم قد خلف أكواماً من الأتربة والأحجار المعيقة والمشوهة للمارة وسير المركبات، بل إن هناك ممن هدّ وهدّم أجزاء من جدار السور الداعم للشارع. إن أقل ما يمكن أن يقال بحق هذا الشارع وما لحق به من تشوهات من أنه عمل تخريبي فاضح، لا ينبغي السكوت عنه، ولا أدري ما إذا كانت دوريات مكاتب الأشغال والبلديات تزاول أعمالها بمثل هذه الشوارع الخلفية أم أنها لا تهتم إلا بالشوارع الرئيسية في المدينة.. لقد باتت مدينة تعز تعتبر لدى القاصي والداني من أنها مدينة للثقافة والسياحة والنظام... إلخ، لكننا ما نراه ونشاهده من بعض من سكن هذه المدينة مؤخراً غير جدير بهذه الصفات المشار إليها آنفاً. ففي حقيقة الأمر إن الموضوع كان في تقديري لا يستحق عناء كتابة مثل هذا الموضوع، ولا أن نناشد الأخ المحافظ بمثل هذا الأمر، إلا أنني كنت ذات يوم قد ذهبت إلى مكتب الأشغال الخاص بمديرية «صالة» وأبلغت القائم بأعمال المدير؛ حيث كان المدير كما قال لي المذكور من أنه في عمل ميداني خارج المكتب، ثم أخذت رقم هاتف المدير، واتصلت به في اليوم التالي إلا أنه كما يبدو قد نسى ذلك.. واليوم فإنني أكرر ملاحظاتي هذه وأقول: إلى من يهمه سلامة ونظافة وجمال مثل هذه الشوارع فإنني أدعو كل من يهمه أمر هذه الشوارع لعمل ما يمكن عمله فحرام وألف حرام أن تبدد قدرات وأموال هذا البلد هكذا وبهذه الطريقة وهذا العبث الذي لا ينم إلا على أناس لا يستحقون هذه الخدمات ولا يقدرون معاني وأهداف الحياة المدنية الحقة التي تنتهي وتزول منها كافة الأمراض والآفات الاجتماعية أو آثار البداوة والفوضى وكل مظاهر التخلف... إلخ. إلى معارضي وزيرة الثقافة كنت قد هممت بالكتابة عن أولئك الذين يطالبون برحيل الأستاذة الكفؤة القديرة والنزيهة المثقفة: أروى عبده عثمان، لكنني عقب تصفحي لعدد صحيفة «الثوري» الصادر بتاريخ 1 /1 /2015م واطلاعي لما سطرتهما الأبيتان العزيزتان: آمنة النصيري وسامية الأغبري، عقب ذلك اكتفيت ورأيت بأن أضيف لأقول: إن أولئك المرجفين والمشككين بنزاهة ونقاوة الشرفاء من القامات الإبداعية والثقافية بأنهم لا يستحقون أكثر مما ورد للكاتبتين القديرتين، وأكتفي بقول الشاعر العربي: وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ فهي الشهادة لي بأني كاملُ