وضع كارثي هو ما سيواجه مدينة زبيد التاريخية نهاية شهر ديسمبر من هذا العام، ممثلاً بإلغاء اسمها من قائمة المدن التاريخية العالمية .. حسب تصريح لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو وذلك إذا لم يتم التسريع بالحلول والمعالجات لإنقاذها. جهود إغاثية لتسليط الضوء على الجهود المكثفة والمحاولات التي استهدفت سرعة إنقاذ آثار وتراث مدينة زبيد من مختلف الجهات على المستوى المحلي.. تحدث المهندس نبيل علي منصر مدير فرع هيئة الحفاظ على المدن التاريخية بزبيد والذي ابتدأ حديثه بالقول: هناك جهود تبذل من مختلف الجهات على المستوى المحلي ممثلة في المجلس المحلي.. وما يقوم به من أعمال ومهام مثل التواصل مع مختلف الجهات والمؤسسات والمنظمات الدولية في محاولة منه لملاحقة ما تبقى من المهلة الممنوحة من قبل لجنة التراث العالمي المنبثقة من (اليونسكو) والتي بالغت في تصريحاتها المعلنة مؤخراً بالغاء اسم مدينة زبيد من قائمة المدن التاريخية العالمية، وذلك بعد أن كانت اليونسكو سابقاً قد وضعتها باستحقاقها لأن تضم إلى هذه القائمة إذا ما تم الحفاظ عليها، وتم التسريع في عمليات الترميم لمختلف مآثرها من قلاع ومساجد وحصون وأسوار وأبواب وبيوت أثرية.. اليونسكو كانت قد وجهت إشعاراً للحكومة اليمنية بأن شهر ديسمبر 2008م هو آخر موعد لرؤية ما تم تحقيقه، وهل وصل إلى المستوى المطلوب وهل هنالك أعمال نفذت وتمت بالشكل المطلوب مالم فإنه سيتم الغاء مدينة زبيد من قائمة المدن التاريخية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي. ويواصل بالقول: نجد بأن فخامة رئيس الجمهورية أعطى هذا الموضوع أهمية بالغة وتابع بنفسه هذا الأمر وأصدر العديد من التوجيهات الخاصة والمتعلقة بانقاذ هذه المدينة التاريخية هذا على المستوى المحلي والحكومي. تدخل سريع وعن دور الهيئة في الحفاظ على الجوانب التاريخية والأثرية قال المهندس : - كان للهيئة دور في الحفاظ على المدن التاريخية وذلك باعتبار أنها الجهة المسؤولة والمشرفة فقد قامت بالتدخل السريع والشروع بالفعل في العديد من المشاريع وإعداد مختلف الدراسات وطرح العديد من المعالجات في محاولات متلاحقة للعمل على زوال الخطر والذي قد تم بدء العد التنازلي واقتراب الموعد المطروح من قبل اليونسكو وهنالك جهة أخرى كان لها دورها الكبير في الإسهام والمساندة في إنقاذ هذه المدينة والمتمثلة في منظمة (جي.تي.زد) الألمانية وذلك من خلال تنفيذها لكثير من المشاريع التي لامست الواقع وكان لهذه المشاريع أثرها البالغ في الحد من خطورة إلغاء اسم زبيد من قائمة التراث العالمي والمدن التاريخية. رصف وتحسين ب(57) ألف دولار وحول المشاريع الجديدة التي يتم تنفيذها حالياً قال المهندس: - من المشاريع الجديدة التي نقوم بتنفيذها حالياً مشروع الرصف والتحسين وقد تم توقيع العقد في الأسبوع الماضي من هذا الشهر مع المقاول بمبلغ يقدر ب(57) ألف دولار هذا في جزء من زبيد وليس في زبيد كلها ولكن كمرحلة أولى وهو يستهدف مساحة تقدر ب(800) متر مربع وبعد ذلك سيتم استكمال باقي الأجزاء ليشمل الرصف والتحسين لكل مدينة زبيد والهدف من عملية الرصف والتحسين هو العمل والإسهام في تحسين البنية التحتية للمدينة وكذا العمل على زوال الخطر الذي يهدد المباني الأثرية والقلاع والحصون من جراء تدفق سيول الأمطار وكذا المياه (المسايل) الخارجة من المنازل والتي هي مياه عادمة ستعمل على تشكيل أحواض الشوارع وتجلب الكثير من الأمراض بالإضافة إلى كونها تعمل على تشويه شوارع المدينة. حصر المخالفات وإزالة التشوهات وفيما يتعلق بجهود حصر المخالفات وإزالة التشوهات قال المهندس: - لقد تم حصر جزء كبير من المخالفات والتشوهات والحد منها والعمل على تصنيفها وذلك بالتنسيق والتعاون مع استشاري من اليونسكو، وسوف يتم العمل على بدء طرح المعالجات اللازمة وإزالة التشوهات والمخالفات وهنالك تبني واهتمام كبير وملحوظ من قبل الأخ رئيس الجمهورية شخصياً حيث وجه بعقد اجتماع مع المشائخ والأعيان والقيادات في زبيد وبحضور الأخ أكرم عطية نائب رئيس مجلس النواب بهذا الخصوص للخروج بحلول ومعالجات من شأنها الدفع بأهمية الحفاظ على زبيد وتاريخها. كما عقد الأخ رئيس الوزراء اجتماعاً مع الإخوة الوزراء وكذا الجهات المختصة للعمل على وقف الخطر والتهديد الذي تتعرض له هذه المدينة وآثارها .. كما أن هناك جهوداً أخرى تتعلق بوضع ضوابط لتراخيص الترميم والبناء والحد من البناء العشوائي والاسمنتي إلا إذا كان وفق الضوابط المتعارف عليها وهي البناء على النمط القديم وبمواد البناء الملائمة مع البيئة المحلية وتحديداً مادة الياجور والنورة (الجبس) .. وتم وضع وإعداد دراسة ومسودة لهذه التراخيص والمنبثقة من لجنة الحفاظ على مدينة زبيد وسوف يتم تعميدها من قبل هيئة الحفاظ على المدن التاريخية ووزارة الثقافة وهذه المهام التي قمنا بتنفيذها تعتبر جهوداً سوف تحافظ على هيئة زبيد ومكانتها وبهذا نكون قد قطعنا شوطاً لا بأس به ونكون قد جنبنا هذه المدينة عواقب وكارثة إسقاطها من قائمة التراث العالمي وهذا ما لم نسمح بحدوثه. جهود للتوعية وفيما يتعلق بدور الهيئة في توعية المواطنين بضرورة الحفاظ على مدينتهم وبما يعزز إسهام كل مواطن في الحفاظ والإبقاء على هذه المآثر والكنوز التي لا تقدر بثمن .. - يقول المهندس نبيل: في حقيقة الأمر وللأسف الشديد الوعي لدى المواطن شبه مفقود وليس على مستوى الكل ولكن الغالبية منهم والوعي مفقود تماماً والمواطن لا يشعر بأهمية الكنوز التي تحت أيديهم وأنها تمثل الشيء الكثير لماض جميل وحضارة كبيرة وتاريخ يرفع رؤوس كل جيل قادم وأنها ليست مجرد حجارة أو مساكن بل قصة عظماء وزعماء وأجداد نعتز بهم ولهذا فنحن نركز وبشكل أكبر على جوانب التوعية بمختلف الطرق والوسائل ويتم حالياً الإعداد والتحضير لحملات توعوية متكررة وشاملة بضرورة وأهمية الحفاظ والإبقاء على تاريخ هذه المدينة وضرورة الاستجابة لهذه التوعية لكي يسهموا معنا في حفظ تلك الكنوز التي تركها لنا الأجداد. صعوبات وإشكالات .. وعن الصعوبات والاشكالات المواجهة للمشاريع التي يتم تنفيذها - يوضح المهندس نبيل مدير فرع هيئة الحفاظ على المدن التاريخية بزبيد بالقول : هناك صعوبات وإشكالات أبرزها: عدم تقبل وتفهم المواطنين وتقديرهم لحجم الخطر القائم وللوضع الخطير الذي تعاني منه المدينة التاريخية، وماذا يعني خطورة فقدان المعمار العالمي اليمني المتميز اسلامياً وعالمياً بريقه خاصة من قبل شريحة المثقفين منهم وليس الكل والذين يتعمدون وهم السباقون بإنشاء المخالفات الخاصة بالبناء الخرساني المسلح داخل نطاق المدينة التاريخية الأثرية والتي تشكل خطورة وتترك آثاراً سلبية وتشويهاً تاريخياً لخصوصية البناء النمطي القديم الزبيدي التهامي المتميز عبر قرون وتطمس الهوية اليمنية ومعمارها وفنها المتميز. كذلك عدم التمكن من إيجاد الإمكانات اللازمة ووسائل الضبط للحد من انتشار البناء العشوائي الحديث داخل نطاق المدينة التاريخية العشوائي والذي كان سبباً في لفت الكثير من الأنظار وخاصة الجهات المانحة والمهتمة بالتاريخ والآثار. بالإضافة إلى تلك الصعوبات من عدم توفر الغطاء القانوني المتعلق بقانون الحفاظ على المدن التاريخية وتفعيل هذا القانون والعمل علي تطبيقه بالشكل الصحيح. ومن الصعوبات كذلك عدم توافر الكادر الوظيفي المتخصص كالمهندسين والفنيين والنقص في الكادر والذي يؤدي بالتالي إلى وقوع وحدوث خلل في أداء وتنفيذ العمل وعدم تنفيذه بالشكل المطلوب. اهتمام أكبر {.. واختتم الأخ نبيل علي منصر مدير فرع هيئة الحفاظ على المدن التاريخية بزبيد بالقول : - أتوجه بالشكر والتقدير للجنة العليا التي تم تشكيلها للحفاظ على زبيد وإزالة الخطر عنها وعدم إلغائها من قائمة التراث العالمي والذي هددت اليونسكو بالقيام به في نهاية المهلة الممنوحة المحددة ونهاية ديسمبر 2008م.. وهي اللجنة الذي يترأسها الدكتور محمد أبو بكر المفلحي وزير الثقافة والاستاذ عبدالكريم الأرحبي وزير التخطيط والتعاون الدولي والمهندس عمر الكرشمي وزير الأشغال والطرق والدكتور عبدالله زيد عيسى رئيس هيئة الحفاظ على المدن التاريخية وكذا محافظ محافظة الحديدة الأخ أحمد سالم الجبلي والأخ مدير مديرية زبيد رئيس المجلس المحلي العقيد عبدالله المضواحي والأخ الاستاذ أكرم عطية نائب رئيس مجلس النواب وكذا المنسقين في مختلف الوزارات .. كما نخص بالشكر والتقدير فخامة رئيس الجمهورية على اهتمامه ومتابعته المستمرة ودعمه ألا محدود ونتمنى منه إصدار توجيهاته بإعطاء زبيد الأهمية التي تستحقها والتميز خاصة فيما يتعلق بالانطفاءات المتكررة خاصة وأن زبيد وجه سياحي لليمن فما رأي وزير الكهرباء.