بعد الإنذار بشطب مدينة زبيد التاريخية من قائمة التراث العالمي كثفت الحكومة جهودها وأخذت هذا الإنذار موضع الجد واتخذت إجراءات عدة للحفاظ على هذه المدينة التاريخية .. هذه الإجراءات والمشاريع التي اتخذت نناقشها في الاستطلاع التالي: قرار عالمي في بداية شهر يوليو الماضي، أقرت لجنة التراث العالمي في دورتها ال31 بمدينة كرست تشرش بنيوزلندا إبقاء مدينة زبيد التاريخية في قائمة التراث العالمي، المهدد بالخطر، لفترة إضافية مدتها عامان خاضعة لتقارير رسمية، تقدم من الحكومة اليمنية عن التقدم الذي تم في تنفيذ عمليات الحفاظ على تراث المدينة وذلك خلافاً لما كان متوقعاً أن يتم شطب المدينة من لائحة التراث الإنساني. خطة مستعجلة يقول المهندس عبدالملك عزان مدير عام العلاقات والتعاون الدولي بالهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية: إن لجنة التراث العالمي حثت الحكومة اليمنية على الأخذ بعين الاعتبار لتنفيذ خطة العمل المستعجلة للسنة الأولى التي أعدها فريق مركز التراث العالمي والمتمثلة بإعداد الإطار القانوني والمؤسساتي الملائم خلال سنة واحدة وتفعيل قرار مجلس الوزراء الخاص بوقف وإزالة جميع أعمال البناء والاستحداثات داخل المدينة وكذا انجاز قانون ومخطط الحفاظ على المدن التاريخية مع توفير الدعم اللازم والكافي لميزانية الهيئة وفروعها في زبيد لإيقاف التدهور الحاصل في تراث المدينة. إجراءات هادفة وقد طالبت لجنة التراث العالمي بتنفيذ جملة من الإجراءات الهادفة للحفاظ على المدينة التاريخية وذلك خلال عامين تتمثل في الإيقاف الفوري للعبث والتشويه لمكونات التراث العمراني وإعداد خطط وبرامج للأعمال المتوسطة وطويلة المدى وتفعيل التنمية الحضرية للمدينة، وستقوم اللجنة بالإطلاع على تقارير الحكومة بشكل سنوي وستقيم مدى التقدم في انجاز الإجراءات الإنقاذية وذلك خلال الدورة 32 للجنة العام القادم. تصريف مياه الأمطار وحول مشروع تصريف مياه الأمطار ورصف شوارع مدينة زبيد قال المهندس عبدالملك عزان مدير العلاقات والتعاون الدولي بالهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية مدير المشروع: إن هذا المشروع يأتي في إطار الحفاظ على مدينة زبيد التاريخية وسيعمل مشروع تصريف مياه الأمطار ورصف شوارع مدينة زبيد التاريخية على احداث نقلة نوعية وكبيرة في المدينة كونه مشروعاً ذا أهمية كبيرة أجريت له العديد من الدراسات وقد تم الاستفادة من العديد من المشاريع المماثلة في العديد من الدول العربية. تقسيم المدينة إلى قطاعات وحول مكونات المشروع قال: إن المشروع تضمن رصف ما يقارب 43 كم من الشوارع الداخلية والساحات العامة بمساحة إجمالية 200000م2 تقريباً بالإضافة إلى انشاء عدد من قنوات التصريف المكشوفة والعبارات. وقد تم تقسيم المدينة إلي ثمانية قطاعات وسيبدأ العمل في المشروع بداية نوفمبر القادم ومقرر أن ينتهي العمل في 2010م بحسب المدة الزمنية المحددة في الدراسة. تمويل متعدد وبالنسبة لمصادر تمويل المشروع هناك أكثر من مصدر واحد الآن لم يتم تحديد تكلفة اجمالية لأنها لم تحدد بشكل نهائي، أما المصادر فهي الصندوق الاجتماعي للتنمية ، مشروع الأشغال العامة، المؤسسة المحلية للمياه بمحافظة الحديدة، البنك الألماني لإعادة الإعمار، الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية بالاضافة إلى أن هناك ممولين آخرين سينضمون مستقبلاً. هذا وسيتم طرح وثائق المناقصات لتنفيذ الأعمال في الثمانية القطاعات التي تم تقسيمها بحسب الدراسات الخاصة بالمشروع وستخضع اجراءات المناقصة وارساء العطاء لإرشادات البنك الدولي والبنك الألماني لإعادة الاعمارKfw وفق أسلوب التنافس المحليNCB. تأهيل المقاولين وقد تم خلال الأسبوع الماضي الإعلان عن اعتزام الهيئة اجراء تأهيل مسبق لجميع المقاولين ذوي الخبرة في مثل هذه الأعمال وفق معايير التأهيل المسبق المتبعة لدى البنك الدولي، والبنك الألماني. وتأتي أهمية تنفيذ هذا المشروع انطلاقاً من الحرص على الحفاظ على مدينة زبيد التاريخية وبنيتها التحتية الموجودة بالاضافة إلى أن له أهمية أيضاً من ناحية بيئية وتنموية واقتصادية.. بيئية انه عند رصف المدينة سيتم حل مشاكل الأتربة والقمامة التي ترمى في الشوارع بطريقة عشوائية بالإضافة إلى ان عملية الرصف ستعمل علي اظهار المدينة بشكل جمالي وعند ذلك سيكون هناك إقبال للاستثمار وعمل مشاريع في مختلف المجالات هذه بلا شك ستعود بفائدة على المدينة وكما يعرف الجميع حالياً أنه عند الدخول للمدينة تتواجد الأتربة والمستنقعات المائية والعشوائية في كثير من الأحياء هذه أشياء سيتم القضاء عليها.. بالاضافة إلى أن مثل هذه الأشياء بلاشك سببت للمشروع اشكاليات نأمل بالتعاون مع الجميع خاصة المجلس المحلي بالمديرية والمحافظة التعاون وحل مثل هذه المشاكل. دعوة للتعاون وقال المهندس عزان: ندعو الجميع في المجالس المحلية في المديرية والمحافظة وجميع الجهات الحكومية، وغير الحكومية إلى التعاون أولاً في عملية الحفاظ على مدينة زبيد من الضياع، فمدينة زبيد تاريخية وأثرية وهذا التراث ليس ملكاً لأهل زبيد فقط بل لليمن والإنسانية بالكامل ، وان شاء الله بتعاون الجميع سنعمل شيئاً للحفاظ على هذه المدينة .. كما أرجو من الاخوة أعضاء المجالس المحلية والخطباء والمرشدين والعلماء والشخصيات الاجتماعية العمل على توعية الناس بأهمية هذا المشروع وعدم احداث عوائق أمام سير العمل ويجب أن يعلم الجميع بأنه لا توجد في ميزانية المشروع ميزانية خاصة بالتعويضات وهذه المسألة بإمكان المجلس المحلي حلها وهو المسئول عن مثل هذه الأشياء. تفاعل عام من جانبه قال عرفات عبدالرحمن الحضرمي مدير عام فرع الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية بزبيد: عندما نتحدث عن التراث لابد أن أن ندرك معنى هذه الكلمة وأهميتها وما مدى البنى الحضاري الموجود في المدن التاريخية والذين يدركون أهمية هذا التراث الثقافي والعلمي والتاريخي، وهناك أسباب ومميزات تاريخية وفنية وعلمية تميز كل مدينة عن الأخرى، وذلك بسبب التنوع والاختلاف في الطابع المعماري اليمني..ومن خلال الضغط بضرورة الحفاظ على مدينة زبيد التاريخية نجد أن هناك تفاعلاً من المثقفين والأدباء والمعنيين من أبناء هذه المدينة والذين يمثلون المجتمع في المحافل والمناسبات..إن أبناء زبيد يحبون أن تظل مدينتهم تاريخية وعلمية واقتصادية كما كانت سابقاً ولكن المعوقات وعدم وجود الحلول الناجعة هي التي أدت إلى تدهور المدينة منذ عام 1993م. وبتتابع الزيارات الرسمية لرئيس هيئة المدن التاريخية ووكيل الهيئة ورغبتهم الصادقة في الاطلاع على مشاكل المدينة التاريخية وبمتابعة أيضاً من منظمة اليونسكو واطلاعهم على الصورة الواضحة لما تعانيه مدينة زبيد التاريخية خلال نهاية العام الماضي 2006م تم التنسيق بين الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية والصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع التنمية الحضري بشبام حضرموت على تنفيذ تجربتهم في عملية الحفاظ على المدن التاريخية في مدينة زبيد وكذا مساعدة المجلس المحلي بالمديرية وهيئة المدن التاريخية بزبيد على عملية الحفاظ وكيفية تنميتها اقتصادياً ودعم منظمات المجتمع المدني من خلال الحفاظ على تراث مدينة زبيد التاريخية. آلية جديدة كما تم إقرار آلية عمل جديدة لعملية الحفاظ على المدينة وذلك من خلال نقل التجربة الرائدة في عملية الحفاظ على مدينة شبام إلى مدينة زبيد وسوف تتركز المرحلة الجديدة في البرامج التالية: دعم وتأهيل النشاط الحرفي والتجاري بالسوق القديم وايجاد يوم أسبوعي. تأهيل وترميم السوق القديم بمدينة زبيد التاريخية. توفير مادة الياجور من خلال تشغيل العمالة وتدريبها على الانتاج والبيع لسكان المدينة. العمل على ترميم كافة المعالم التاريخية «المنازل التقليدية المدارس الإسلامية القلاع والحصون». العمل على تشجيع الجمعيات المحلية ودعمها وتطوير مالديها من منتج والمساعدة على تسويق مالديها من أعمال حرفية. مرحلة الحسم النهائي ويجرى حالياً تنفيذ عدد من المشاريع بهدف الحفاظ على مدينة زبيد وينفذها فرع الهيئة يقول مدير الفرع: نود أن نعبر بأن هذه المرحلة التي تمر بها مدينة زبيد التاريخية تعتبر مرحلة الحسم النهائي لعملية الحفاظ على المدينة التاريخية ، إما أن تسير في الاتجاه الصحيح وذلك بتنفيذ جميع متطلبات عملية الحفاظ على المدينة وإما العكس ولكن الذي أرى أن عملية الحفاظ الآن مستمرة وذلك بفضل جهود الحكومة والصندوق الاجتماعي للتنمية، وهيئة المدن التاريخية، وبتعاون السلطة المحلية بالمدينة، وذلك نظراً لدعم المشاريع التي تم تنفيذها خلال العام الحالي ومن أهمها: تنفيذ مشروع ترميم وصيانة دار الضيافة عبر الصندوق الاجتماعي. تنفيذ مشروع معالجة المخالفات والتشوهات العمرانية في المدينة المرحلة الأولى لعدد أربعين موقعاً. البدء في استكمال اجراءات تنفيذ مشروع رصف مدينة زبيد التاريخية خلال الربع الأخير من العام الحالي 2007م. هذه مشاريع لاشك انها ستعمل على الحفاظ على مدينة زبيد وتراثها.. هذا بالإضافة إلى أن من المشاريع المهمة أيضاً مشروع تصريف مياه الأمطار ورصف شوارع مدينة زبيد التاريخية الذي من المقرر أن يبدأ نهاية العام الحالي وهو أيضاً من المشاريع المهمة والاستراتيجية وسوف يحدث نقلة نوعية ومهمة لمدينة زبيد. لجنة عليا لحفظ زبيد ويتحدث الأخ عرفات الحضرمي عن الجهود الحالية لبقاء مدينة زبيد في قائمة التراث العالمي قائلاً: من خلال قرارات رئيس مجلس الوزراء الأخيرة والتي تضمنت تشكيل لجنة عليا لانقاذ مدينة زبيد التاريخية استوجب الأمر حضور الاجتماع الأخير لمنظمة اليونسكو في نيوزلندا برئاسة الدكتور / عبدالله عيسى الذي بدوره قام بعرض جميع الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على مدينة زبيد التاريخية ومن أهمها المشاريع المذكورة سابقاً والجاري تنفيذها حالياً في مدينة زبيد إضافة إلى العمل على تنفيذ مخطط المدينة الجديدة المسمى زبيد الجديدة الواقع شمال شرق مدينة زبيد التاريخية مع توفير جميع الخدمات الأساسية.. ومن أهم الجهود قيام الهيئة حالياً بمعالجة المخالفات في أربعين موقعاً داخل المدينة والمنقسم إلى حارتين الأولى حارة المدينة والثانية حارة العلي. جهود كبيرة وبهذه الجهود الكبيرة التي تقوم بها الهيئة نحن واثقون من الخطوات التي تقوم بها الهيئة مع شركائها في عملية الحفاظ على مدينة زبيد التاريخية خلال العام القادم وكذا السنوات القادمة في اخراج زبيد من لائحة المدن تحت الخطر إلى المدينة التاريخية العلمية والتي تحظى بكل جهود الحكومة وعلى رأسهم فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله.
