- الحجري محافظ الحديدة : لن نترك تنمية الفوضى تعبث ب«زبيد» فالمدينة كتلة من التراث العظيم - الحضرمي رئيس فرع الهيئة للحفاظ على المدن التاريخية: خطر الاندثار يهدد بإخراج زبيد من لائحة المدن التاريخية هاهي تعود الحركة الثقافية والحضارية لمدينة زبيد» مع استقبال الأمة العام الجديد 2008م بعد أن أهملهاأبناؤها ومثقفوها وعلماؤها لسنين إلى أن أولاها مجدد التاريخ والحضارة اليمنية باني اليمن الحديث فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مع ولوج الألفية الثالثة عام 2000م بجملة من الاهتمام والتوجيهات من رؤية ميدانية لم تقتصر على زيارة واحدة لتفقد مدينة العلم والعلماء بل تكررت لغاية عظيمة ونبيلة وهي الحفاظ على مدينة زبيد كونها واحدة من الموروث الحضاري الإنساني العالمي النادر، وبهذا الاهتمام وهذه الرعاية الكريمة لفت أنظار العالم والمهتمين الدوليين عن أهمية مقام «زبيد» التاريخ والحضارة والتراث والثقافة في قائمة التراث الإنساني العالمي. حاضرة زبيد ومع كل الهموم لجميع المتغيرات والتحولات التي شهدتها الساحة اليمنية في الثمان السنوات من العقد الحالي لم تهمل «زبيد» من حاضرة الرئيس لحظة واحدة، وكانت هي العنوان الأبرز كلما اتجه مجدد التاريخ اليمني لافتتاح معلم أو لتفقد مدينة تاريخية وأثرية يحمل إشراقة زبيد العلمية والحضارية دعوة وتوجهاً لإيقاظ الوعي العام حول أهمية الحفاظ على المدينة التاريخية ويضرب المثل في هذه الإشراقة عن ما تكتنزه زبيد من موروث حضاري متفرد بامتياز عن موروث عجائب الدنيا السبع القديمة والجديدة بأعجوبة علمية ما زالت تحتفظ بخرائبها وديورها ومعالمها وآثارها مراكز الإشعاع التنويري بكل المفردات الجامعة.. ومع كافة الجهود كانت التطلعات تأمل أن يمتد الوعي بتزايد في أوساط أبنائها ومثقفيها وسكانها وذلك لإبعاد زبيد من التشوهات والبناء العشوائي ومخاطر الاندثار وقد لازمت هذه الجهود دعوات دولية وعالمية حظيت بها مدينة زبيد لتشهد من حين إلى آخر ببرامج واسعة من الحفاظ على المستوى المحلي والدولي. الحجري يجدد زبيد الحركة التي تشهدها اليوم مدينة العلم والعلماء هي انعكاس لهذا التوجه الصادق للقيادة السياسية والحكومة اليمنية للحفاظ على مدينة زبيد وخصوصاً أن من يحمل الترجمات الفعلية لهذا الحراك اليوم هو القاضي/أحمد عبدالله الحجري محافظ محافظة الحديدة رئيس المجلس المحلي الذي له باع طويل وكبير في ترميم وتجديد المعالم والمواقع الأثرية والحضارية والتاريخية بل يعتبر صاحب سبق في ترميم التراث كونه المحافظ السابق لمحافظة تعز والذي امتلك أسلوبه وتميزه عن بقية المحافظين في عموم محافظات الجمهورية في تبني خطط محلية للحفاظ على الموروث الحضاري والثقافي للمدينة اليمنية ومثال فيما نستشهد به قلعة القاهرة في مدينة تعز وغيرها من المعالم في هذه المحافظة الحالمة من ترميم فتطرزت وتنقشت وتجددت بإشراف هذا السبق والتميز الذي انفرد به المحافظ الحجري وهنا المباركة ل«زبيد» بأنها اليوم في عناية محافظ الحديدة القاضي الحجري والأيام القليلة القادمة ستشهد فيها زبيد معتركاً جديداً لإخراجها من الجمود والإهمال فاهتمام الحجري سيقودها إن شاء الله إلى قائمة التراث العالمي التي طال ابتعادها من هذه القائمة طويلاً برهانات لم تحسم نتائجها في الفترات الماضية وبلوغ مليون خطوة يبدأ بخطوة ، وأولى الخطوات فعلاً قد رسمتها السلطة المحلية بمحافظة الحديدة ستنطلق منها خطوة المليون صباح الأربعاء القادم في زبيد مع نزول عدد من الوزراء والمهتمين بحماية والحفاظ على الموروث العالمي. اهتمامات محلية ودولية فمدينة زبيد التاريخية اليوم بحاجة إلى رعاية واهتمام أكثر حتى تعود إلى ماكانت عليه وأن تكون اللمسات لمشروع الحفاظ على مدينة زبيد التاريخية البلسم الذي يحافظ على ما تبقى من هذا التراث الذي وضع مدينة زبيد لتزاحم المدن التاريخية العالمية وتدخل من أوسع أبوابها وقد حظيت مؤخراً باهتمامات محلية وعالمية منها اجتماع العديد من الجهات المعنية بمدينة زبيد أواخر شهر نوفمبر الماضي ولأول مرة لنتعاون جميعآً في الوصول بمشروع الحفاظ على مدينة زبيد التاريخية إلى ما يطمح إليهالجميع من التنمية المتكاملة للمدينة بمايشمل حماية تراثها وحماية للتنمية الاقتصادية منها. ويتجسد هذا الاهتمام برعاية خاصة لهذا التراث من قبل فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح الذي أوجد المناخ لمزيد من الاهتمام العالمي بهذه المدينة التاريخية. المشروع في عدة أطر يندرج مشروع الحفاظ على مدينة زبيد التاريخية تحت عدة أطر منها إحياء الموروث الثقافي والتنمية المعمارية والتاريخية، تراثية، وتنمية الاقتصاد والاستثمار في الفرص الاقتصادية للشباب، وتنمية المجتمع المدني وهناك شركاء في تنفيذ المشروع من الحكومة السلطة المحلية، جهات مانحة.. إلى جانب المواطن الذي يعتبر الشريك الأساسي في عملية الحفاظ على مدينة زبيد التاريخية.. فسكان زبيد وأبناء المدينة هم أساس نجاح المشروع وعليهم كامل التعاون في إنجاحه مع الجهات المعنية.. وهدف المشروع وبشكل أساسي هو التعاون المشترك وتوفير الدعم الكافي لأهل المدينة للحفاظ على مدينتهم. دور ألماني خصصت الحكومة الألمانية في إطار دعمها لهذا المشروع منحة مالية مقدارها ثمانية ملايين يورو للحفاظ على مدينة زبيد التاريخية ويغطي هذا الدعم الجانب الفني والخبرات في تمويل المشروع والذي ينفذ عبر منظمات محلية بإشراف شركة ألمانية ويتوقع إنجازه عام 2015م وتتطلع الحكومة الألمانية في تواصل واستمرار هذا التعاون مع اليمن.. في الحفاظ على مدينة زبيد وتنميتها وبقائها في سجل التراث الإنساني العالمي الذي هو مسئولية الجميع في المقدمة سكان المدينة. دورالصندوق الاجتماعي الصندوق الاجتماعي للتنمية هو الآخر شريك فعال وحظيت مدينة زبيد في إطار اهتمام الصندوق بجملة من المشاريع تزيد تكلفتها عن 211 مليوناً و411 ألف ريال.. ومن أبرزها مباني باب القرنتب مع جزء كبير من السور القديم واستحداث مركز المعلومات، ودعم المتحف المحلي وترميم بعض مكونات قلعة زبيد الكبري التي تم إنجازها وترميم باب سهام، وجامع الأشاعرة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل السوق القديم في المدينة ومعالجة التشوهات والمخالفات التي يجري تنفيذها ضمن مشاريع الحملة الميدانية وغيرها من المشاريع الأولى. مدينة زبيد الجديدة وليس الاهتمام محصوراً بالمدينة القديمة فهناك اليوم توجه جاد وصادق في توسع المدينة وإنشاء مدينة زبيد الجديدة وذلك من خلال الخطة المعدة وعمل مخطط لعدة وحدات جوار كل وحدة جوار خمسين هكتاراً وإسقاط هذا المخطط على الواقع كما سيكون في هذا المخطط للمدينة الجديدة مدن الرئيس للشباب من ذوي الدخل المحدود. تنفيذ تجربة شبام مدير عام الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية عرفات عبدالرحمن الحضرمي يتحدث عن الدور الجديد في عملية الحفاظ على مدينة زبيد التاريخية فيقول: من خلال المطالبة بضرورة الحفاظ على مدينة زبيد التاريخية نجد أن هناك تفاعلاً كبيراً من قبل المتثقفين والأدباء والمعنيين من أبناء هذه المدينة الذين يحبون أن تظل مدينتهم تاريخية وعلمية واقتصادية كما كانت سابقاً .. ولكن المعوقات وعدم وجود الحلول الناجحة هي التي أدت إلى تدهور المدينة منذ العام 1993م. وبتتابع الزيارات االرسمية لرئيس هيئة المدن التاريخية ووكيل الهيئة ورغبتهم الصادقة في الاطلاع على مشاكل المدينة التاريخية وأيضاً لمتابعة منظمة اليونسكو واطلاعهم على الصورة الواضحة لما تعانيه المدينة خلال نهاية العام الماضي 2006م فقد تم التنسيق بين الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية والصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع التنمية الحضري بشبام حضرموت على تنفيذ تجربتهم في عملية الحفاظ على المدن التاريخية إلى مدينة زبيد وكيفية تنميتها اقتصادياً ودعم منظمات المجتمع المدني من خلال الحفاظ على تراث مدينة زبيد التاريخية. إقرار آلية جديدة وبهذا الخصوص تم إقرار آلية عمل جديدة لعملية الحفاظ على المدينة وذلك من خلال نقل تجربة شبام الرائدة إلى مدينة زبيد والتي سوف تتركز في البرامج الآتية: دعم وتأهيل النشاط الحرفي والتجاري بالسوق القديم وتحديد يوم أسبوعي. تأهيل وترميم السوق القديم. توفير مادة الياجور من خلال تشغيل العمالة وتدريبها على الإنتاج والبيع لسكان المدينة. العمل على ترميم كافة المعالم التاريخية «منازل تقليدية مدارس إسلامية قلاع وحصون». العمل على تشجيع الجمعيات المحلية ودعمها وتطوير مالديها من منتج والمساعدة على تسويق مالديها من أعمال حرفية. مشاريع يتم تنفيذها نود هنا التأكيد بأن المرحلة التي تمر بها مدينة زبيد التاريخية تعتبر مرحلة الحسم النهائي لعملية الحفاظ على المدينة التاريخية فإما أن تسير في الاتجاه الصحيح وذلك بتنفيذ جميع متطلبات عملية الحفاظ على المدينة وإما العكس ولكن الذي نرى أن عملية الحفاظ الآن مستمرة نظراً لدعم المشاريع التي يجري تنفيذها ومن أهمها: تنفيذ مشروع ترميم وصيانة دار الضيافة عبر الصندوق الاجتماعي للتنمية. تنفيذ مشروع معالجة المخالفات والتشوهات العمرانية في المدينة التاريخية المرحلة الأولى لعدد 40 موقعاً. البدء في استكمال إجراءات تنفيذ مشروع رصف مدينة زبيد التاريخية. تشكيل لجنة عليا تمثلت الجهود الحالية لبقاء مدينة زبيد في قائمة التراث العالمي من خلال قرارات رئيس مجلس الوزراء الأخيرة والتي تضمنت تشكيل لجنة عليا لإنقاذ مدينة زبيد التاريخية استوجب الأمر حضور الاجتماع الأخير لمنظمة اليونسكو في نيوزلندا برئاسة الدكتورعبدالله زيد عيسى والذي بدوره قام بعرض جميع الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على مدينة زبيد التاريخية إضافة إلى العمل على تنفيذ مخطط مدينة زبيد الجديدة والواقع شمال شرق مدينة زبيد التاريخية..وبهذه الجهود الكبيرة التي تقوم بها الهيئة نحن واثقون من الخطوات التي تقوم بها مع شركائها في عملية الحفاظ على مدينة زبيد التاريخية خلال العام 2008م وكذا السنوات القادمة في إخراج زبيد من لائحة المدن تحت الخطر إلى المدينة التاريخية العلمية والتي تحظى بكل جهود ورعاية الحكومة والدولة وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح. محافظ الحديدة القاضي أحمد عبدالله الحجري محافظ محافظة الحديدة يؤكد اهتمامه الكبير بمدينة زبيد التاريخية من خلال الزيارات الميدانية المتتابعة للاطلاع على ما يجري في هذا الإطار ميدانياً ويتابع بنفسه الخطوات الجارية بهذاالخصوص ويتجسد ذلك عملياً بمتابعة مستمرة من حين وصوله لهذه المحافظة.. ويعتبر أن كثيرآً من تراث مدينة زبيد قد اندثر ولم يعد متكاملاً لكنه تمنى الحفاظ على ما تبقى بروعة وقيمة تاريخية وديمومة في المستقبل ويتوجه بالشكر والتقدير لكل الجهات التي تسهم في الحفاظ على هذاالتراث العظيم الذي لم يعدتراثاً لمدينة زبيد بل للعالم أجمع وإن كان الفضل لأبناء زبيد وقال: كلنا نمد أيدينا لنضعها بأيدي أبناء زبيد ليأخذوا بيد هذه المدينة وتعود إلى ماكانت عليه ولتحافظ على مكانتها التراثية والتاريخية والثقافية العالمية التي تزيدها وتزيدنا فخراً مع إخوتنا أبناء زبيد الذين ندعوهم بأن يكونوا في المقدمة للحفاظ على تاريخ مدينتهم العريق. وأضاف يقول: إن المباني هي ثقافة وحضارة ومن تاريخ وتراث يعبر عن أصالة وحضارة النفوس التي عاشت في هذه المدينة وأنها تستحق بأن يتعاطف الجميع معها داخلياً وخارجياً ليس لهدف الحفاظ على هذه المباني فقط وانما بما ينعكس على حياة الناس من خلال هذا التراث وهذا التاريخ، فالاهتمام بالإنسان هو الأساس والذي هو من أحفاد أولئك الأوائل من الذين صنعوا هذا التاريخ والتراث والثقافة لأنه مؤهل لو تم الأخذ بيده لأن يكون أكثر عطاءً مما هو موجود اليوم.. وبالتالي فإننا مطالبون اليوم جميعاً بالوقوف إلى جانب مدينة زبيد من أجل الحفاظ على تراثها الفني والخصب وسنقول وبكل وضوح وصراحة بإننا لن نترك تنمية الفوضى بمدينة زبيد تعبث بمعالمها ومآثرها التاريخية.. فمدينة زبيد التاريخية كتلة من التراث العظيم الغني الذي وضع أبناء زبيد يزاحمون أعظم المدن التاريخية العالمية.. وعلينا مسئولية كبيرة في الحفاظ على هذا التراث وفي مقدمة الجميع مسئولية أبناء المدينة وسكانها.
