السؤال بقدر ما يشير إِلى القوى والجماعات المتأسلمة والتي فرّقت منصة يوم الجمعة على انتماءات وأيدلوجيات ووصايا وتوجيهات بهدف تجيير مهمة الجامع الأساسية لصالح أشخاص، بقدر ما يشير إِلى أنّ الوعي الذي سيتولّد بشكل طبيعي في المستقبل وفي أبهى اكتماله سيعجز لمائة سنة قادمة على إعادة تلكم الأدوات المنهوبة مكان ما وضعها الرسول صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وسلّم أول مرة. وقصة نهب أدوات الجامع وتجييرها لصالح قوى تتجلبب بالإسلام بقدر ما كانت تاريخاً ممتداً لحاضرنا يتكرّر بصورة مستمرة، إلاّ أنّ استعادة أدوات هذا اليوم إِلَى جامعه ظلت نادرة الحدوث، وإن وقعت الصدفة العمياء فإن بعض أدواتها فقط تعود وتحت رقابة مشددة من قبل ذات القوى.. الميكرفون بيد فئة.. تفتقر إِلى أدنى متطلبات الفهم لرسالة الجامع الانسانية، والتي أرساها الرَّسولَ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وسلّم ورسّخ مداميكها بين المسلمين، والعصا التي تحمل الميكرفون تستعد لأن تتحول إِلَى عصا شريرة لمن لا يستجيب لصوت الفئة الداعية إِلَى إنسانية واحدة ذات همّ ومطلب مشتركين ولَكِنّ بطريقة السيد والعبد! في خروج سافر وإفراغ لمضمون الشريعة الاسلامية التي أوجبت مرة بقوة السلاح ومرة بقوة الدعوة حق الكل في المساواة والحرية والعدالة. وللاستدلال من ذلك الموروث الذي يدّعون أنهم يستنبطون أحكامهم من قصصه ومآثرة.. عندما أراد الرَّسولَ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وسلّم أن يقوم أحدهم بتلاوة الأذان، وكان الجميع على أهبة الاستعداد للقيام بهذه المهمة التاريخية، تجاهل الرَّسولَ صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وسلّم كلّ المتأهبين، وتلفّت يمنة ويسرة حتّى ظهر بلال صاحب البشرة السوداء، فصعد وكان أول مؤذّن في الاسلام. وإذا لم يفهم من يستنبطون أحكامهم من هذا الموروث - متجاهلين من باب المغالطة المكشوفة القرآن الذي يفضح علناً أعمالهم وجرائمهم - أنّ تلك القصة هي حكم ملزم لجميع المسلمين أن لا فرق بين أبيض أو أسود أو تمييز بين أحد وآخر إلاّ بالتقوى، فتلك كارثة أخرى سيتطلب إدراكها مئات السنين الأخرى. بلال كان من تقاة القوم يا دعاة العيش وفقاً لعصر ما قبل الْإِسْلَام..عصر السيّد والعبد! جمعتكم مباركة ودمتم لأنفسكم! [email protected]