أصدرت وزارة الداخلية اليمنية قبل أيام تنبيهاً إلى كل الجهات الرسمية وغير الرسمية وخاصة الشركات والمؤسسات التجارية والاقتصادية والمقاولين بعدم توظيف أو تشغيل الأجانب، أي غير اليمنيين أو التستّر عليهم من أنها، أي الداخلية وعبر إدارات الشرطة والأمن السياسي والقومي ومدراء المديريات وإدارات البحث الجنائي، وبأن إجراءات قانونية صارمة ستُتخذ بحق كل من يخالف هذا التنبيه، وبأنه يبدأ العمل به فور صدوره. وقبل ثلاثة إلى ستة أيام أعلن أحد الوزراء أن عدد الأجانب الأفارقة المتواجدين في البلاد بصورة غير شرعية وغير قانونية بلغ العام الماضي 2014 مليوني شخص ينتشرون في كل أنحاء البلاد رغم أن السلطات الأمنية وخفر السواحل يقبضون على العشرات والمئات منهم أسبوعياً ويسلّمونهم إلى الجهات الأمنية في المحافظات الساحلية والتي بدورها تسلّمهم إلى الجهات الأخرى المحلية والمركزية، وتحدد جنسياتهم وعدد الرجال والنساء والأطفال، وتعلن تلك الجهات فيما ترسل عدد منهم إلى بلدانهم. ولم يتوقف المد الأفريقي البشري بل يزداد كلما حذّرت الجهات المسئولة من تزايد زحفهم إلى الأراضي اليمنية وتقبض على المهرّبين اليمنيين الذين يتاجرون بهم ويستغلونهم ويعذّبونهم للحصول على الأموال الطائلة خاصة الذين يغامرون بأنفسهم في الركوب على قوارب متهالكة بأعداد تفوق طاقتها أضعاف المرات من هؤلاء الذين يضحّون بالمال من أجل الوصول إلى اليمن ومنها، وفيها يعملون المستحيل في التخفي لدى المهربين والمستغلين للأوضاع الأمنية اليمنية في السكوت عنهم، وعن تحركاتهم في المدن والقرى، فمنهم من يستطيعون البقاء في اليمن ومنهم من يذهبون إلى الحدود الشمالية اليمنية، ويتسلل بعضهم إلى بعض الدول المجاور، وهناك في هذه الحدود تحدث جرائم اعتقال وتعذيب على أيدي أشخاص تجرّدوا من الرحمة والإنسانية ومن الحس الوطني كون ما يمارسونه يزعزع الأمن والاستقرار، ويهدّد المجتمع اليمني بأمراض خطيرة ينقلها إليه بعض هؤلاء المهاجرين، وخللاً اجتماعياً يصعب إصلاحه أو القضاء عليه لا سيما إذا لم تصلح أوضاعنا وتنتهي حروبنا البينية التي تتسع جغرافياً يوماً بعد يوم، وتتصاعد مآسيها بالقتل الأعمى لمئات الأبرياء بواسطة الأحزمة الناسفة، والعبوات العشوائية التي تُزرع في الطرقات المنارة، وتحت السيارات، وداخل الأسواق ووصلت إلى المدارس ووسائط نقل التلاميذ والتلميذات كما حدث في رداع وحضرموت وشبوة ومأرب. إن الإنذار للناس قد يكون الملاذ الأخير للتأثير على المواطنين لكي يسمعوا ويعوا خطورة هذا العدد الهائل من النازحين الأفارقة إلى بلادنا التي تعاني أشد المعاناة اقتصاديا،ً ومعيشياً، وأمنياً، وعلينا جميعاً العمل مع السلطات الأمنية في كل أنحاء البلاد بالإبلاغ عن العناصر الغريبة والمشبوهة والعملاء الذين لا يهمهم إلا المال الحرام.