ثمة علاقة سحرية بين الضوء والأمل.. فكلاهما يتوكآن على بعضهما البعض لينتجا – في تحدٍ صارخ لكل مظاهر الموت- الحياة..عمّال المناجم يحملون معهم كشافات لتنير طريقهم في ظلمة أعماق الأرض، وسائقو سيارات النقل الصغير والمتوسط يتأكدون بأن كشافاتهم الَّتِي ستنير طريقهم عند حلول الليل تعمل وفي أحسن حال، وربّة البيت الفقيرة تضع في أجندتها بداية كل شهر توفير عدد كافٍ من الشمع لإنارة البيت في أوقات انطفاء الكهرباء، والجندي الذي يحرس النقاط ،خاصة في المناطق المقطوعة يتأكد جيداً بأن الكشافة الَّتِي يحملها تعمل بصورة تجعله يطمئن لقدرتها على رؤية كل ما يمر من النقطة.. إنّها بالنسبة له منبّه قدرتها في الليالي المظلمة على تقليص حجم المشكلات الَّتِي من الممكن أن يتعرض لها كبيرة وهائلة، والمزارع الذي كَانَ قبل اكتشاف الضوء الصناعي يستخدم النار لقطف ما زرعه قبل الفجر وبيعه في النهار طازجاً لا يستطيع الاستغناء عن الضوء، إلاّ إن كَانَ مستغنياً عن قطف زرعه بصورة جيدة ومربحة، ومن دون أن يتسبب في إتلاف محصوله.. والناس بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم وعقائدهم و...إلخ يتخذون من الشمس أملهم في حياة كريمة خالية من العقد! . إنّها “الأمل” الكلمة الَّتِي لم تعد ذات دلالة لفظية خاصة مع انهيار الكثير من القيم الأخلاقية والأمنية والاقتصادية خلال السنوات الماضية ، مازالت صادمة وتعبّر عن نفسها من خلال كلمة أخرى هي (الضوء).