، مخترع المصباح.. هذا الرجل الكافر يجعلنا نصلِّي على النبي كلَّما أضاء قنديل، وكلَّما عادت الكهرباء بعد انقطاع، بفعل مخرب، أو بفعل صفقات بين وزارة الكهرباء وتجار الشمع والكشافات الصينية، وتجار المواطير.. هذه المواطير التي أصبحت حُلماً ونكتة.. فربما يأتي يوم يشترط فيه أبو العروس على العريس بيت بماطوره، بدلاً من بيت بمصالحه. أما الذين يقطعون الكهرباء فإنهم يجعلوننا نشتمهم حتى سابع جد، والبعض يُطلق عليهم شتائم قاسية جداً، لكن لم يعد هناك من يخجل من هذا الشعب، فالناس يشترون المواطير بدلاً من لعن الظلام، ويزاحمون في محطات البترول بدلاً من مطالبة الحكومة بتوفير هذا الحق.. وكلَّما قلنا بأن صبر الشعب سينفد يتضح لنا أن الشعب يمدد ولا يبالي. ماذا لو أن أديسون ما زال على قيد الحياة، وجاء إلى اليمن وقضى ليلته في ظلام دامس، ورأى الناس يشعلون الشموع ويستخدمون كشافات الضوء التي يربطونها على رؤوسهم كأنهم عمَّال مناجم!! لا بد أنه سيتحسَّر كثيراً لأن اختراعه لم يصل إلى هذا المكان من الكرة الأرضية التي جعلها أديسون تنسى معنى الظلام بفضل اختراعه للمصباح. سيستيقظ أديسون في الصباح بعد ليلة مظلمة ليسمع الأخبار التي تتحدث عن ضرب أبراج الكهرباء، وسيشكُّ في سلامة عقله.. إذ كيف يمكن أن يكون هناك أناس يحاربون الضوء ويعيشون معظم حياتهم في الظلام، وكيف سيُصدِّق أن هناك أناساً يسكتون عمَّن يفجر الكهرباء ويرضخون لبقائهم في الظلمات الكثيرة، رغم معرفتهم بالفاعل، ورغم معرفة الدولة أيضاً!! سيعود أديسون ليكتب موسوعة ضخمة عن هذه الليلة التي قضاها في اليمن، وسيكتب عن نكتة صالح سميع التي ستتحقق عام 2025.