أصبحت الكتابة عن الكهرباء مقرفة إلى حدِّ الغثيان.. وأصبح من الطبيعي انقطاعها وضربها باستمرار.. فحين تبقى الكهرباء لأكثر من يومين يتساءل الناس: أيحين عيضربوا الكهرباء؟!! حكومة فاشلة تُلحقُ العار بنفسها بكلِّ برود.. تدَّعي الضعف تجاه وغد يضرب الكهرباء، وفي ذات الوقت تفتح أجواء البلاد للطائرات دون طيار.. ألا يستحق من يضرب الكهرباء أن يحظى بطائرة دون طيار، كونه إرهابياً ومفسداً، ويدوس على أحلام شعبٍ بأكمله ؟!! ما يحيِّرني هو هنجمة الحكومة وتوجيهاتها التي "لا تحرّ الماء ولا تبرّده" كما يُقال.. توجيهات للدفاع والداخلية، ولا خبر.. مش يمكن الجنّ هم اللي بيضربوها، على شان هكذا ما لقيت الدولة غريم تقدّمه للناس وتقول لهم هذا هو اللي بيقطع عليكم الكهرباء!! أتخيَّل نفسي رئيس وزراء، ثم أرتعب لهذه الفكرة.. لأنني لو كنت رئيس وزراء وتم ضرب الكهرباء مرتين، في يوم واحد، فسألقي بنفسي تحت عجلات قاطرة مسرعة.. لذلك أقنع بوضعي الوظيفي أسفل السلَّم، لأن ذلك أسلم.. ورغم ذلك يؤنبني ضميري كلما ضُربت الكهرباء، وكأنني أنا المسئول عن ضربها. الموضوع أكبر من وغدٍ يقوم بضرب الكهرباء، أو جماعة لهم مطالب ويريدون من الدولة أن تنفذها.. ربما أن هناك عصابة كبيرة مُمَوَّلة من تجار المواطير والشموع والكشافات.. وربما من جهات خارجية تتدخَّل في الشأن الداخلي/ الليلي للمواطنين، وتريد أن تُحدِث انفجاراً سكانياً بهذه الضربات التي تجعل الأولاد ينامون باكراً!! أسئلة كثيرة لن يجيب عليها سوى الأخ باسندوة والأخ سُميع. خزَّيتوا بنا قُدام خلق الله.. ما عد بش مع اليمنيين في الفيسبوك إلا يجلسوا يكتبوا عن الكهرباء والجدعان والدماشقة.. وشدَّت خيول الدماشق ليتني دَمْشَقي.