منذ سنوات ونحن نسمع عن تصحيح السجل الوظيفي بقولهم إن هناك مئات الآلاف من الموظفين المزدوجين وأنه سيبدأ العمل بحصرهم وتخييرهم بين إحدى الوظيفتين الحقيقية أو الوهمية وأثناء ذلك الكلام ظهرت سجلات جديدة معنونة بالمرتبات الاستثنائية وسألت شخصياً أحد الموظفين في فرع للتأمينات من هم هؤلاء المحظوظين بالاستثناء الذي قال ان المستفيدين منها معظمهم موظفون معروفون ويتقاضون مرتبات كبيرة ولهم مكافآت وإضافي وعلاج وبدل مخاطر وبدل سفريات داخلياً وخارجياً لا تنفذ وإذا تمت فلعدة أيام ويحسبونها كلها في خدمة الوطن. والمصادر الرسمية الأخيرة تحدثت عن جيوش من الموظفين الوهميين والمنتسبين إلى الجيش والأمن في الحرس الجمهوري سابقاً والفرقة الأولى مدرع سابقاً المنحلّين تقدر بعشرات الآلاف في كل منهما وأشار إلى ان التربية والتعليم تحوي أكبر عدد من المدرسين الذين لا وجود لهم إلا في الكشوفات الشهرية ومنهم مغتربون وتذهب الأموال إلى جيوب المسئولين في الوزارة وفي فروعها ونصيب أمناء الصناديق وشئون الموظفين والإدارات المالية بالتضامن نصف أو ثلثي معاش الموظف الوهمي الذي يوجد في الخارج كمغترب أو موظف في إحدى المحافظات أو صاحب مهنة أو حرفة تدر له دخلاً محترماً. وعند سؤال أحدهم من قبل شخص آخر، هل هذا يعتبر نهباً للمال العام فما كان منه وهو كما يبدو أحد المستفيدين من الدخل الكبير على حساب أولئك الموظفين المتفقين معهم على ذلك بكل قناعة وقد لمسوا الفائدة من هذا الاحتيال الذي تديره المافيات عندما نشرت السلطات قبل ثلاث سنوات الوثائق السرية والأسماء الوهمية لهؤلاء الآلاف المؤلفة ممن أختار بعضهم الالتحاق بالعمل باسم المجاز بإجازة مفتوحة يضمن خلالها بقاء الاسم بالكشوفات يشطب اسمه من السجلات ويحتفظ بالعمل المجزي. إذاً فالشعب اليمني منهوب من المافيات الوسيطة التي تبتكر الطرق الملتوية لإبطال أي تحرك نحو معالجة الفساد الإداري والمالي ولا يجروء أحد على عمل أي شيء يغضب هذه المافيات أفراداً ومجموعات ولا ولم ولن يصدق أحد الآن بأن عملية التصحيح المالي والإداري ستتم بسلام ولو بنسبة بسيطة وسيبقى النهب عند مستوياته العليا متحدياً هيئة مكافحة الفساد ومستقوياً بالفاسدين أنفسهم الذين مازالوا يمسكون بالعصامن الطرف ويرفضون حتى جدولة المليارات من الضرائب المستحقة عليهم أو السيارات التي بعهدة السائقين منهم ومنها ماهي مصنعة ضد الرصاص كانت الحكومة الحالية قد طالبت بإعادتها بعد تشكيلها ولكن السكوت كان هو السائد.