الوطن المحظوظ لا يأكل الصدفة ، لكنه يزرعها في طريق المنتمين إليه حباً وعدلاً وتمكيناً ، بعد أن يهبونه خلاصة سريرتهم النبيلة . والوطن الذي يؤكل من أطراف جذوته لا تعتمل بقلبه نشوة الطمأنينة إلا من وقت محدود ، وثمن مرصود ، ونكبة مؤجلة بقدر رصيد الحلم في الآخر ، ومدى قلقه المترامي الوجع . والوطن المتفائل لا تنقصه الحيلة بقدر ما تعتريه دهشة الوقت وقشعريرة الانتباه لمسيرة أقوام زرعوا آمالهم وأتقنوا أعمالهم فحصدوا طمأنينة النفس ووقود الحاضر والوصول إلى ما أرادت العقول قبل وبعد اشتهاء النفوس . ولعل العبرة في حظوظ الآخرين ومساراتهم المتعددة ، تأتي من التفكير السليم والتمعن الحصيف والدراية الناضجة بمعطيات الأحداث ومرامي نتائجها ، وقياسات مخرجاتها على ما يناسب امتداد طاولة المستقبل . [email protected]