الأوضاع التي تعيشها شعوبنا العربية أوضاعاً لا تحسد عليها وأصبحت هذه الشعوب تحتل الدرجة الأخيرة من سلم التطور والنماء فشعوبنا العربية تعاني البطالة ومن تدني المرتبات التي لا تفي بالاحتياجات الضرورية اليومية، تعاني أيضاً من ارتفاع نسبة الأمية وهذا يساعد على تدني الحالة الاقتصادية للمواطن العربي. كما أنها تعاني من انفلات الأمن ان لم نقل من انعدامه فلم يمض يوم من أيامنا الحالية التي نعيشها إلا ونحن نسمع ونشاهد حالات القتل والتي جعلت من المواطن لا يأمن على حاله وماله وعرضه، ففي هذا الوضع المأساوي نشطت العصابات المختلفة منها عصابات القتل وأخرى للسرقات وعصابات تخصصت في إيذاء الناس إلى بيوتهم كالعصابات التي تفجر أبراج الكهرباء وتدمر أنابيب النفط وغير ذلك من السلوكيات الشاذة. شعوبنا العربية تعاني من انعدام الإدارة الكفوءة وأقصد بالحكومات التي تسير أمورها وشئون حياتها اليومية، فما من مسئول عربي اهتم بشئون شعبه وعمل على إخراجه مماهو فيه من ضيق وفقر وبطالة وما من مسئول عربي التزم الشفافية وصارح شعبه بكل صغيرة وكبيرة حتى يسهم في وضع الحلول لأي مشكلة قدر ما يمتلكه من إمكانيات متاحة لديه، من خلال ذلك كله ظهرت الهوة الكبيرة بين المواطن العربي والمسئول ولا نبالغ إذا قلنا إن حكامنا ومسئولينا العرب ما إن يتربعوا على السلطة يسخر كل جهده وطاقاته في خدمة نفسه ومن حوله من خلال نهب المال العام، حيث أصبح كل المسئولين العرب أثرياء ويتنافسون على امتلاك المليارات من الدولارات هم وأقرباؤهم. بينما لم يلتفتوا ولم يقفوا أمام قضايا شعوبهم وأوطانهم حتى ظللت هذه الشعوب في مكانها من الفقر والبؤس والشقاء بينما المليارات تذهب إلى جيوب نفر قليل من المتنفذين. الكثير من المواطنين العرب يأكلون من براميل القمامة وآخرون يسكنون مقابر الموتى لعدم قدرتهم على امتلاك سكن يأويهم ومن يعولوا باختصار شديد أن الأنانية وحب الذات المفرط وغياب الضمير وعدم خوف الله قد تجسدت في هذا الحاكم وذاك المسئول وأنعكس كل ذلك على حياة المواطن العربي اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ولا ندري إلى متى سيظل هذا الواقع العربي المظلم والمأساوي. ومن العيب أن يكون هناك فقر وبطالة في العالم العربي بينما هو يمتلك الثروات الطائلة التي تباع بمئات المليارات من الدولارات لكن كما قلت سابقاً هي الأنانية وحب الذات التي سيطرت على عقول حكامنا ومسئولينا بينما ديننا الإسلامي الحنيف يحثنا على التكافل الاجتماعي والتعاون ولو تم ذلك لما بقي جائع ولا عاطل في عالمنا العربي وعلينا كعرب أن نستفيد أو نقتدي بأمة عيسى عليه السلام فبينهم تكافل اجتماعي وتعاون وكلنا قد سمع عن تلك المليارات التي ضخت من دول أوروبية إلى دول أوروبية أخرى عانت من أزمات مالية فكان ذلك حتى خرجت تلك البلدان من أزمتها.