حين يكتنف الغموض كل شيء من حولك ترفع عينيك إلى السماء وتقول: ياالله أنت أرحم بنا... ذلك هو وضعنا كطلابٍ في جامعةِ صنعاء حين نأتي بكاملِ استعدادنا لخوض امتحانات نهاية( الترم الأول)،فنفاجأ بأنها ألغيت بسبب الأوضاع الأمنية... ثم نعود حاملين معنا أملاً بأن تفرج الأمور لنذاكر ما تبقى لنا من مواد لنستأنفها في المرةِ القادمة،وتعاد الكرة مرة أخرى، ويُعلن التأجيل حسبما يقولون:حفاظًا على سلامةِ الطلاب .. حينها لا يدروا من ألغوا الامتحانات ومن تسببوا بالأوضاع المتدهورة أيضًا،أن الطالب ذاكر على ضوءِ شمعة،وواجه أصعب اللحظات حتى يلتقي بورقةِ الإجابة في قاعةِ الامتحان بما (يبيض وجهه)،وما تعب من أجله لنصف ترم ...! والمثل يقول:الذي يده بين الماءِ البارد،غير الذي يده بين الماء الحار...وهكذا يظل بسطاء الشعب من عمّال وموظفين،ومكنسين، وعاملين،وطلاب،ورعاة،ومزارعين،يدفعون ثم الحماقات السياسيةعلى مدى التاريخ،أما من يتسببون بإرباك الأوضاع لا يعنيهم ذلك البتة،لأن أبناءهم يتعلمون في أرقى جامعاتِ العالم،ويذاكرون دروسهم في أجواءٍ مستقرة،وبأضواءٍ ملونة حسب الرغبة...! لا يعنيهم من يربكون الوضع أبناء الفقراء،ولا تعنيهم امتحاناتهم إن تجاوزوها أو ظلّوا فيها..! في كلِ بلادِ العالم تعطى الامتحانات أجواء خاصة،وتوفر أوضاعً تساعد على اجتيازها بنجاحٍ واقتدار،لأن من يمتحنون هم الكنز الحقيقي لأي بلدٍ يراعي تلك الفترات الحساسة . أليس من حقِ أي طالبٍ أن يمنحه وطنه لحظة أمانٍ ليساعد في بنائه والارتقاء به...؟! ربما سيصغي يومًا ما الوطن لمعاناة أبنائه الطلاب.