سائقو التاكسي أول واجهة للمدينة وأول شخص يتحدث إليك شئت أم أبيت بعد موظفي الجوازات الذين غالباً ما تحرص على التحدث معهم باختصار خشية أن يعطلوا خروجك من المطار بدون سبب وخصوصا في الدول العربية. وفي بلادنا ما أكثر سيارات الأجرة وما أكثر ثرثرة سائقيها وهم يتحدثون في كل شيء بدءا من السياسة وأنتهاء بمشكلاتهم الاجتماعية والأسرية مرورا بالسياحة والمطاعم وأفضل الأماكن في المدينة وأسرارها وخباياها وغالبا ما تكون مستمعا بالإكراه .. من النادر أن أستخدم في تنقلاتي سيارات الأجرة إلا في حالة اذا كنت مستعجلا او في مكان لا توجد فيه فرزة للباصات كون سيارات الأجرة أسعارها مرتفعه ولا تتناسب مع قدراتي المالية. وربما كانت سوالف سائقي التاكسي الإجبارية الذين غالبا ما يكونون من أصحاب اللسان الثرثار وتحليلاتهم السياسية إضافة الى رائحة سياراتهم سببا آخر يمنع الناس من استخدام التاكسي إلا في الضرورة القصوى .. غير أن سائقي تاكسي المطار لا يختلفون عن غيرهم إلا في نظافة السيارة إلى حد ما وإرتفاع أجرتهم , وقد استخدمت تاكسي المطار مضطرا عندما كنت عائدا الى صنعاء وفي وقت متأخر ركبت التاكسي وكان السائق في قمة ونشوة القات فتبرع بالحديث عن اليمن , وقال اشياء كثيرة اغلبها أشياء سلبية فهو لا يرى في البلاد غير السلبيات وقد عمت عيناه عن كل الايجابيات والاشياء الكثيرة التي تحققت في البلاد . غير أن كلامه لم يعجبني كثيراً وغير صحيح وفيه مغالطات كثيرة .. رديت عليه بكل هدوء أن اليمن فيها الخير الكثير وتحقق فيها الكثير والكثير من الانجازات التي ننعم بها وعلينا ان نعمل من اجل هذا الوطن الكبير وننمي ونغرس في عقول اطفالنا وشبابنا الانتماء الوطني الحقيقي من اجل اليمن .. ابتسم ابتسامة صفراء ليخفي تلعثمه وحرجه وهز رأسه وكأنه يعترف بأن اليمن غالي ويقول عز القبيلي بلاده .. لكن اللوم لا يقع على أمثال هؤلاء ولا أعرف أذا كانت هناك ضوابط لا ستخدام سائقي سيارات المطار أم انها نفس الضوابط التي تستخدم عند توظيف المرشدين السياحيين الذين غالبا ًلا يعرفون أي شيء عن بلادهم السعيد ة وتأريخها وعاداتها . [email protected]