نسمع دائما بشعار يقول الدواء خدمه لا سلعة وفي عصرنا الحالي أصبح الدواء من أكثر السلع أدراراً للربح وأصبحت شركات الأدوية هي الشركات الأكثر أزدهاراً اقتصادياً بل إن فنون التسويق الدوائي أخذت اشكالاً وصورا متعددة تختلف عن أشكال التسويق التي نراها في بقية السلع ... ونحن هنا لا نتحدث من باب الحسد لهذه الشركات ولكن لأننا ربما نرى أن خصوصية سلعة الدواء التي قد تحرم أنسانا من فائدتها بسب تضاعف قيمتها الناتج عن أساليب الترويج تلك قد يسلب تلك السلعة التي كانت تٌعرف بأنها خدمة خصوصيتها الإنسانية والعلاجية لتكون مرضا فوق مرض . قد تكون يوما في عيادة ويأتي دورك للدخول الى الطبيب بعد ساعات من الانتظار إلا أن مندوبا لأحدى شركات الأدوية قد يزيد من انتظارك ريثما يتفق مع الطبيب على نسبة عمولته وقدرة ذلك الطبيب على الترويج لهذا الدواء الأمر الذي يجعل من مندوب الأدوية أكثر أهمية وربحا للطبيب .... لا افهم كثيراً في الطب ولكن اعتقد بأن الطبيب عندما يضع اسم الدواء يفضل أن يكون ذلك على معايير جودة الدواء ومدى إفادة هذا الدواء للإنسان .. وفي وقتنا الراهن نرى أن المعايير تغيرت فالدواء اصبح يوضع اسم الشركة التي تدفع عمولة أكثر للطبيب .. وأصبح طبيب عصرنا الحالي مُسوقا تجاريا الى جانب وظيفته كإنسان تهمه مصلحة مريضه قبل مصلحة أي شركات منتجة أو وكيلة للدواء ... للأسف الشديد الظاهرة تنتشر بصورة تدعو للقلق ويا ليت الأمر يقف عند الطبيب لكن المؤسسات الرقابية ايضا لها نسبتها من مبيعات تلك الأدوية وكل هذه الصرفيات تجعل من النسبة الأكبر من حجم الدواء تذهب في صورة عمولات ونسب وأجور تسويقية وكل ذلك من جيب المريض المسكين الذي قد يظطر الى الدين واحياناً بيع ما لديه لتوفير قيمة الدواء .. لا اريد التشكيك في احد ولكن الظاهرة اصبحت واضحة للعيان ونتمنى فعلا أن يتم التعامل مع الدواء كسلعة إنسانية تختلف في خصوصيتها عن بقية السلع .. وأن يعود الدواء ليكون علاجاً يخفف وجع المرضى بسهولة الحصول عليه بسعر مناسب بدلاً من سلعة تجارية مربحة تقصم ظهر المريض بأسعارها . [email protected]