قبل شهرين تقريباً اطلقت دعوة عبر صفحتي على الفيسبوك لكسوة طلاب وطالبات سكن جامعة صنعاء، بملابس شتوية، تقيهم بأس هذا الشتاء القارس، فلا قيمة لحياتنا ولا اعتبار لآدميتنا إن تركنا هؤلاء طلبة العلم عرضة للبرد والفقر والحاجة، فيما غيرهم يرفل بالنعيم والبذخ الذي لا يقره شرع أو عقل. تفاعل معي الكثير ووصلتني رسائل عديدة، توعد وتسرف بالوعود، وعند تنفيذ الوعد لم أجد غير قلة قليلة صدقوا الله ما وعدوا به إخوانهم وأبناءهم الطلاب. وكان الله هو اللطيف بعياله «الناس عيال الله»، وكانت هذه نتائج حصاد الخير الذي جادت به أيديكم، وأكرمني الله أن كنت سبباً في دعوتكم له، مع ضرورة الإشارة إلى أنني كنت شديد الحرص على اقتناء أفضل الملبوسات وأجودها، فهؤلاء طلاب في أرقى مؤسسة تعليمية في البلاد، ويجب أن يُعطوا ما يليق بمقامهم: 1- الدفعة الأولى توزيع 300 بطانية لسكن الطالبات و30 لسكن الطلاب و520 شنطة تحتوي كل ما تحتاجه الطالبة الجامعية + حذاء وكانت لجميع طالبات السكن الجامعي. 2- الدفعة الثانية 96 جاكتاً (60 لطلاب السكن الخشبي في حوش الجامعة، و36 لطلاب الجامعة المكفوفين في سكن سنان الخيري). 3- الدفعة الثالثة 132 جاكتاً «66 جاكتاً لسكن الأيتام من طلاب جامعة صنعاء، و30 جاكتاً للطلاب الأكثر احتياجاً في سكن سنان الخيري، و30 جاكتاً لطلاب السكن الخشبي، بينهم 21 طالباً من جزر القمر، وهؤلاء أشهد لله أنهم لا يجدون ما يأكلون». 4- الدفعة الرابعة 48 فنيلة شتوية لبناتنا وأخواتنا في سكن الطالبات، وأعتذر من كل قلبي لأخواتي الفاضلات اللواتي لم يسعفهن الحظ.. فالعدد محدود جداً بسبب ضيق الحالة المادية، نتيجة قلة المتبرعين.. شكر الله سعي كل من ساهم وبارك له فيما أعطى وما أبقى. وأسأل الله أن يجعلني وإياكم من السباقين في عمل الخيرات.. هذه جهود شخصية لله ثم لإنسانيتنا.. ليس فيها حزب أو منظمة أو ممول غيركم. لقد كانت تلك الدفعات خلال شهري ديسمبر ويناير وأجمل ما فيها أننا اختتمنا عامنا الماضي بخير وافتتحنا عامنا التالي بخير.. لا زلت آمل بجودكم لهؤلاء المحتاجين اليوم.. فهم ضوء مستقبلنا غداً.. شكراً للأستاذ أحمد درهم مدير الاسكان بالجامعة والأستاذة فاطمة الغيلي مديرة سكن الطالبات. [email protected]