جربوا أنتم لكي تشعروا بإنسانيتكم حين يبتسم في وجوهكم فقير، ويسعد بوجودكم محتاج وينتصر بقوتكم ضعيف.. هل جربتم ذلك.. هل ابتسم فقير في وجوهكم ووجهه يتهلل فرحاً، وعيناه تبتسم بحياء، هل رأيتم دمعة خفيفة تترقرق في عين محتاج أسرّته مساعدتكم له..رأيت ذلك مرات عدة، وفي كل مرة أرى وكأنها عيد ميلادي الذي يجب أن احتفي به. جربوا ذلك ستشعرون أن حياتكم أطول وسعادتكم أكبر، وأن وجودكم مهم لأجل هؤلاء المحتاجين لعونكم.. كانت سعادتي غامرة، وفرحتي لا يسعها الوجود، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، ذهبت لتلبية نداء مشروعي الصغير الذي أطلقته قبل أكثر من شهر، بشراء جاكيتات أنيقة ودافئة لطلاب السكن الجامعي في جامعة صنعاء.. فبينهم من نحسبه غنياً من تعففه.. ولا أزيد على القول إن أحدهم توفي عند الرابعة فجراً في منتصف ديسمبر الماضي.. فالمكان المخصص لإيوائهم بمبانيه الأربعة مبني من الفيبر والألواح الخشبية، ما يجعله شديد البرودة.. مرأى الطالب المتوفي شرخ وجودي وقزّم مكانتي.. أي آدمية تسكنني وتسكنكم إذا لم نفعل شيئاً لهؤلاء الطلاب... هؤلاء هم عماد أمتنا، وعنوان نهضتنا.. هل ندع الفقر والحاجة يقفان حائلاً بينهم وبين استكمال تحصيلهم العلمي. وكم أكره الصدقة حين تستخف بفقير بسبب فقره.. لذا حرصت بالمبلغ البسيط الذي أجتمع من الخيرين الأربعة أن اقتني لهؤلاء الطلاب أجود أنواع «الجاكيتات» فهذا طالب في أرقى مؤسسة تعليمية ويجب أن أعطيه با يليق بمقامه، ثم أن النوعية الجيدة، ستدوم معه السنتان والثلاث. تلك اليومين عشت سعادة غامرة وأنا “أوزع جاكتات” لعدد 96 طالباً (8درزن) منها 60 جاكتاً لطلاب سكن جامعة صنعاء، و36 جاكتاً لطلاب الجامعة المكفوفين والمقيمين في سكن سنان أبولحوم .. وبالتوازي مع تلك الفرحة كانت الحسرة حاضرة ومؤلمة.. لحق بي عشرات من الطلاب يرتجفون برداً، ويقسمون أنهم يذهبون إلى قاعات الجامعة لا يملكون سوى قمصانهم الخفيفة.. من منكم سيُدفىء بردهم، ويكون عوناً لهم.. انتظر مساعدتكم أيها الأرق قلوباً والألين أفئدة... يمكنكم التواصل معي على حسابي في الفيسبوك وتويتر. شكراً لكل من مد يد العون، والشكر موصول للتاجر عبده سلام الزريقي.. الذي ساهم في انتقاء جودة الملابس، ونقلها إلى مساكن الطلاب. [email protected]