ما إن أخذت الأمور تتجه نحو الاستقرار النسبي للمشتقات النفطية خلال الأشهر الأخيرة من العام المنصرم حتى بدأت الأزمة تطل برأسها من جديد بما يخص مادة الغاز المنزلي؛ ولأنها المادة الأساسية بالنسبة للمواطنين فقد أخذ الهلع ينتابهم للبحث عنها هنا أو هناك، ولكن دون جدوى. ولذلك تظل مسألة كهذه قائمة بأزمتها؛ لأنها لن تكون ناتجة عن توقف نقل هذه المشتقات من مصافي تكريرها كما هو معروض وإنما العملية لها أبعاد أخرى، ربما يقودنا مثل هذا إلى أن هناك من يقف وراءها، وهذا ما يتكرر دائماً أمام مرأى ومسمع من الجهات المختصة بذلك سواء على المستوى المحلي أو المركزي، وبالتالي ستظل الأزمة إلى ما لا نهاية ما لم توجد حلول ومعالجات ناجعة، ولا يعقل بأن يظل المواطن تحت رحمة أولئك الأشخاص الذين استمروا في العمل دائماً على إخفاء المشتقات النفطية بالأسواق، وبصورة مخالفة للنظام والقانون، وهذا ما يعطي مؤشرات خطيرة حال ما استمرت الأوضاع على هذا النحو لاسيما إذا ما ظل أولئك النفر من السماسرة يتعاملون مع مجتمع بكامله بطريقة منافية للقيم والأخلاق، ليس هذا فقط بل إنهم غير مستشعرين بما يجري داخل الوطن من أحداث مقلقة ومخيفة إلى حد كبير، وكأنه ليس لديهم ضمائر حية تجاه وطنهم ومواطنيهم اللهم ما يهم هو الربح السريع فقط، وهنا تكمن المشكلة حالياً؛ لأن الأمور المتعلقة بمادة الغاز أخذت تتفاقم بشكل أكبر؛ حيث وصل الوضع إلى أزمة حقيقية لها جراء عدم توفر هذه المادة في الأسواق، كان ذلك ما يخص المخازن التابعة لشركة النفط اليمنية أو المخازن الأهلية.. ولهذه الأزمة تأثير على حياة الناس وعدم توفرها بالصورة المطلوبة، الأمر أدى إلى ارتفاع أسعارها إلى حد لا يطاق لم يعد بمقدور شريحة كبيرة من الناس مجاراة ذلك الارتفاع نتيجة لعدم توفر مادة الغاز بالأسواق من جانب ومن جانب آخر عدم تزايد أو رفد محافظة تعز بهذه المادة حتى الآن، وإن وجدت أحياناً بالمخازن فيتم إخفاؤها ومن ثم تسريبها إلى السوق السوداء لكي يسهل بيعها بأسعار خيالية، وهذا ما هو حاصل تماماً لاسيما في ظل الظروف المتردية التي يعيشها الوطن وفي غياب الرقابة والإشراف عليها من قبل المجالس المحلية والمديريات كاملة أكان على مستوى الحضر أو الأرياف؛ حيث وصل سعر الأسطوانة الغاز في حدود3000ريال.. لذلك نتساءل: هل هناك حملات ميدانية للنزول إلى مخازن الغاز للتعاطي مع هذه المشكلة أو الأزمة الخانقة بمسؤولية، أم ستظل الأمور كما هي عليه في كل مرة دون رقيب أو حسيب عليها..؟