الحروب الجافة في لغتها النظرية وواقعها الفعليّ أرحم من حرب الشائعات اليومية الباعثة على القلق السلبيّ الرديء المُعبّر عن إفلاس أصحابها في بيعهم العلنيّ لكل ما يُعيق مسيرة الحياة . وحتى وإن فقه المواطن الكادح تلك الشائعات السخيفة ، فإنهم سرعان ما يستخدمون طُرقاً أخرى ، ومساراتٍ جديدة لإيصال رسالتهم التخريبية والتي قد يعتقدون أحياناً أنها تستهدف جهةً مّا ، لَكن في الحقيقة هي تستهدف مجتمعاً بل وطناً بأكمله . إنّ ما نراه ونسمعه ونقرأه يومياً من حربٍ شعواء يقوم بها فريق متناقض في أفكاره ، وعدوانيّ في طرحه ، من خلال الشائعات المتتابعة لتهويل الأحداث من جهةٍ، وتسخيفها من جهةٍ أخرى ، إنما هو استنزافٌ لما تبقى من صبرٍ وحيلة للمواطن البائس ، وإثارة موجعة للأحقاد الكامنة في النفوس ، واتكاء لئيم على روائح الكوارث الإنسانية . لهذا ينبغي مواجهة كل هذه الشائعات المُرجفة بالمزيد من العقلانية ، واستيعاب اللحظة الراهنة وما تتطلّبه من تكاتفٍ جماعيّ للخروج من أزمة وطنٍ أثقلته الشائعات أكثر من حقيقته العارية . [email protected]