الحقائق الدامغة تُبنى على الأرجح من القول والفعل وليس على أضغاث التحليل والتنظير وتسريبات الكيل بمكاييل الفتنة. ولعل أغلب المواقع الإخبارية تدرك ألا حقيقة في واقع أدائها.. لذا تلجأ إلى التضليل وتبنّي المكايدات وإشعال فتيل الأزمات بكل الطرق الخارجة عن مفهوم المنطق والشعور بالمسئولية الأخلاقية. هذه المواقع التي تتبع أفراداً يختبئون خلف شعاراتٍ برّاقة لا تبني وطناً بقدر ما تهدم ما تبقّى منه.. وتعمل على زعزعة أركان بنيانه المتصدّع بفعل الأزمات والحادثات. ولعل النظر إلى خبرٍ واحد وطريقة تداوله من موقع إلى آخر بل ونقله بأخطائه الإملائية وركاكة صياغته يكفينا للاستشهاد بالعبث الماحق المحيط بسلسلةٍ طويلة من المواقع الطارئة والتي بلا شك تعني أنّ هناك حلقات بشريّة رديئة تعمل في الخفاء على إذكاء الفتنة وتهويل الأحداث وتضخيم مالا يستحق من سخف القول. فمتى تقوم الأجهزة المعنية بدورها؟ وهل من قانونٍ حازم لمثل هذه البؤر الكيدية تمحو عنها طريقة الوصول إلى عقول العامة؟ أم ستستمر المهازل إلى مالا نهاية سوى انسداد الأفق ووحشة الطريق..! [email protected]