لا تتعارض العلمانية بمعناها الإنساني مع الإسلام في شيء.. بل هي مستمدة من روح الإسلام.. وغالبية تطبيقاتها تتوافق مع فطرة البشر.. الفطرة الحنيفية السمحاء. ولعلّ أكثر ما نراه في الشعوب العلمانية يشهد على أناقة السلوك الإنساني وسموّ الإنسان باحترامه للقانون المنظم لحياته دون استخفاف بالعقل البشري. والعقل البشري وتوافقه مع ما حوله وانسجامه مع القوانين الوضعية أو الآتية من السماء .. يعني ألا خلل في منظومة التكامل الاجتماعي.. وألا وصاية بشرية تعمل وفق أجندة تخدم مصالحها الخاصة وتعمل على الإقصاء والتهميش والاستعباد، بينما ظاهرها ادعاء الإسلام والنيل من المخالفين تحت مسمياته المتعددة في شرور نفوسهم. أما حين يتشدق البعض بمطالبات ورقية عن تحقيق دولة إسلامية وفق أهوائهم رغم مروقهم من الدين – وواقعهم يشهد بذلك – فهذا مالا يحتمله عقل سليم. أكتب هذا الآن بعد أن أديت الصلاة جماعة وأنا صائم.. وهذا لا يتعارض إطلاقاً مع اعتقادي الديني الذي أحمله بداخلي وأعتز بحقيقته لا بأدعيائه.. بل إنني عدتُ من المسجد وأنا أكثر إيماناً بما سأهتف به علانية.. إذ لا حلّ لشعوبنا العربية المنهكة إلا بعلمانيةٍ تحترم الإنسان وتعمل على تنميته ورخائه، لا أنظمة عربية تتخذ من الإسلام غطاءً للفتك بمن يخالف أهواءها القذرة ومراميها الخبيثة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك