منذ الصراع الأول في الإسلام “موقعة صفين” وحتى اللحظة.. لم يتذاكى أهل الحرب كما فعل أهل السلام.. إذ أن النار لا تبقى بين إصبعين كما هو الماء. والذكاء في سياسة الأمر غيره في المواجهة .. إذ أن النفس المضطربة غير الهادئة.. والروح المتوثبة لا مناص لها من استمرارية الضخ بعكس النفس الوجلة وهي تسكن تحت تتابع الطمأنينة. والتأريخ يكرر نفسه.. قد تختلف الأماكن والوسائل.. وقد تتبدّل أدوار الفاعلين فيها .. لكن الحدث ونتائجه كما هي وأكثر في المدلول وأن اختلف المضمون.. مهما حاولت العقول المتربصة أن تمحو فيها صفة.. أو تجفل عن طريقة. وبقدر اليقين تزهر المخاوف.. وبقدر الطمأنينة يشتعل التربّص.. والفعل عدل البشر.. والنتائج قدرة الله.. لكن للأسباب صولتها.. وللذكاء وصاله ووصوله.. ومع ذلك سنبقى في دائرة الحظ ومسبباته ومخرجات تفاصيله التي قد لا ندركها إلا بعد فوات الأوان. [email protected]