ذات يومٍ قريب سنعرف جيداً من أين أُكلْنَا.. ولا يهم إن فهمنا ذلك بعد فوات الأوان أو قبل الفوات.. الأهم ألا ينخدع أطفالنا من حيث خُدعنا. والسياسة عالم مريب وقذر.. لا يلتزم بدين ولا بأخلاق بقدر ما يلتزم بحسابات ٍ شخصيّة وفئويّة.. مهما حاول الساسة تجنّب الشبهات الظاهرة على الأقل. ثم إنّ مسألة الذكاء الفطريّ قد لا تشفع كثيراً في عالم السياسة لمن وهبه الله حساً سياسياً طالما ينقصه المال الذي من خلاله يشتري عقول العامة وأصابع مثقفيهم . المال هو سيّد الموقف السياسي قبل الموقف الاقتصادي.. ولولا المال لما سيطر الغرب على العمل السياسي للشرق واقتصاده معاً.. وتلك هي اللعبة التأريخيّة التي لا تستحقّ الخلود إلا بذاكرة الذكاء الفطريّ لا المستورد من خارج الانتماء. في الغد القريب سنفقه حكاية السوق من زاوية المشتري وحقول البائعين.. رغم وضوح الآفاق البعيدة.. لكنّ السهول القريبة دوماً ما تتجاوزها العين المتطلّعة للأمل السلبيّ.. وحينها لا عزاء. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك