لماذا نستعجل الخير ونشعر بالقلق إزاء تفاقم دوائر الشر ؟ هل لأننا نحبّ الخير للجميع.. أم لأننا مستعجلون دوماً في حصاد الطمأنينة دون الانتباه للرصيد الكبير الذي توفره العبرة من مساوئ الشرّ؟. في الحقيقة تقوم الفطرة الإنسانيّة على أسس التغيّرات الطبيعية والطارئة معاً.. بمعنى أنّ السرور غير دائم.. ولا بدّ من منغصّاتٍ تعتريه لنفقه حقيقة ما نحن عليه وما خسرناه وما كسبناه من صنع أيدينا. ومع ذلك وهبنا الله العقول لنتأمل ونستوعب ونفحص ونُقدّر ما يعترض حياتنا وما يلوكها من فتنٍ هوجاء عاصفة.. إذا لم نعِ دروسها جيداً فإنها ستودي بالجميع في كوارث تدميرية من صنع البشر أنفسهم. إذن المحك هو في استجابة العقل للتدبّر ثم العمل على إصلاح ما فَسَدَ.. مع استمرارية حبّ الحياة كمصيرٍ مفترض.. وكذلك وضع الاعتبار لما بعد الحياة من مصيرٍ محتوم لا يستدعي كل هذا الغُبن الذي تعيشه النفوس المتوّثبة للشر والمتأهبة دوماً لإحالة مصائر الناس للجحيم قبل أوانه. [email protected]