هذه الأحداث المتسارعة في الوطن العربيّ وإن كانت تحمل في ظاهرها نوايا التغيير.. إنما هي غربلة حقيقية لانتماءاتنا..وقبلها لأخلاقنا التي صارت على المحكّ. لم يكن يتوقّع الإنسان العربيّ كلّ هذا الدمار الجمعيّ والقتل الجماعيّ دون أدنى اعتبار للأرض والبشر.. وكأنّ كلّ تلك البقاع التي دُمّرت ليست ملاذاً وموطناً وحياة.. وقبلها كأن لم تكن كلّ تلك الأرواح التي أُزهقت والدماء التي سُفكت ليست نبض حياة وفطرة إنسان يأمل البقاء والعيش الكريم. لماذا يُرادُ لنا دوماً ولا نريد؟ وندّعي أنّنا عرب أشاوس، بينما نحن نفقد يومياً هويتنا وأصالتنا وإنسانيتنا.. ليحلّ مكان ذلك الخراب والشتات والعنف والمكايدات الهزيلة التي سرعان ما تتحوّل لعداوات عميقة لن تُشفى بسهولة. إنّ الطنين العربيّ الذي أفسدَ هدأة القلوب فيما تبقّى من حيوية محبتها وهمّتها.. لن يترك مجالاً لشيءٍ بعدئذ صار وأصبح هاجساً يغتال قيَم المجتمعات الهشّة.. ويحفر في عمقها ما وراء الأحقاد وأبعاد المؤامرات التي تُفسدُ لا تُصلح.. ويقوّض ماتمّ بناؤه لا أن يبني وينتج ويسعى للخلاص من شرور الواقع الكئيب. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك