لأنّ اللغة هي الهوية وكينونة الفرد وجب التعامل معها من هذا المنطلق الواسع الأضيق. الواسع بمدارات اللغة وتعدد جمالياتها.. والأضيق بفداحة تجاوزها وتعريضها للانتهاك اللفظي والعنف اللغوي إن جاز لي التعبير.. وحين نتحدث عن مآلات اللغة العربية في العصر الحديث والتي من المفترض أن تكون لغة الفرد العربيّ ولغة القرآن الكريم.. نُدرك مقدار الغبن والإجحاف والعبثية التي حاقت باللغة وتكالبت عليها مخالب اللهجات الشعبية فأودت بأجمل ما فيها.. وانتهك التغريب فرادتها وسعة أفقها.. فأنجبت المخرجات أجيالاً يحملون ثقافة هزيلة وحواديت دخيلة لا علاقة لها بالموروث العميق للغة وسلامتها من الحشو والتقعّر والعامية المفرطة. فمن أين أُكلت اللغة العربية؟ هل من خارجها أم من داخلها؟ وإن حاصرنا أوجاعها بمدى تفريط أبنائها بها وخروجهم عن إطارها السليم فهل سنصل إلى خلاصة حلول تُعيد للغة وهجها وقوامها الأبهى والمتفرّد على كل اللغات؟ أم لا بد من مواجهة موجة التغريب وتعرية الإسفاف الذي ألحقته باللغة العربية.. ووضع الحدود والحواجز التي تحفظ للغة العربية كرامتها وزهوها الأخّاذ؟ أم هي تلك الأسباب والاخفاقات مجتمعة بالإضافة لمساوئ الاستعمار سابقاً من نُحمّلهم مسئوليّة ما حدث ويحدث؟ [email protected] رابط المقال على الفيس بوك