لم تعد الكرامة معياراً لسموّ البشر بقدر ماهي معيار غباء وسذاجة يتندّر بها المتهافتون على بيع أرواحهم وحرياتهم قبل بيع من حولهم وأوطانهم. بالمال – للأسف – سقطت الشعارات العربية البرّاقة.. واليافطات القوميّة اللمّاعة.. والأدعية المأثورة في جوف الأدعياء.. وبهتت الألوان التي كنا وكان الجيل الذي سبقنا يعوّل على زهوها ومددها الأخّاذ. سقطت قامات كبرى بدءاً من شخوصٍ لها وزنها وثقلها الكبير على المشهد الدولي والإقليميّ والمحلّي.. وسقطت حكومات وأنظمة ماكان لها أن تسقط ويسقط أولئك الأفراد لولا سوأة المال وبزنس العمالات والتصفيات القذرة من أصحاب البذخ السلبيّ اللامحدود. على إثر ذلك ضاعت شعوب وتاهت أفكار وتباعدت الألفة والمحبة.. وتعالت خنادق الفتنة وعويل أمهات الضحايا وتكاثر الفرز بالإسم والمنطقة والإنتماء المذهبيّ والفئوي.. وسادت فُرقة لن تزول ولن يعود أهلها للحق إلا بعودتهم الأصيلة لفطرتهم الإنسانية الخالية من عيوب المال وبيع الضمائر لأولئك البشر ممن يقتاتون على الفتن وزرع العداوات بين الشعوب وضرب عصافير الأمل بحجر البزنس اللعين. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك