أشعر بالشفقة على كثيرٍ ممن أعرفهم وممن أسمع عنهم وهم يدفعون دم قلوبهم ليكونوا شيئاً يُذكر بهذه الدنيا رغم امتلاكهم للثروة. تلك الثروات المادية التي يمتلكونها لم تشفع لهم بالدخول لعالم المعرفة الحقيقية.. ولم تُمكّن لهم موطئ شهرةٍ طيبة يقتنعون بخيرها.. غير ما يدركون جيداً أن أموالهم التي يدفعونها مقابل شعورهم بالزهو لبعض الوقت ستجلب عليهم فيما بعد الكثير من الوبال. لماذا يفعلون كل شيء لينالوا نصيباً من الشهرة وحب الناس؟ بينما الكثير من الفقراء والبسطاء محظوظون ومحبوبون بين الناس دون تكاليف مالية أو شهرة واسعة يدفعون بها ولها أعمارهم ويخاطرون بكل شيء لأجل ثناء الناس..! أولئك الأثرياء يدركون جيداً أنهم فقراء إنسانياً وأخلاقياً ودينياً ومعرفياً.. ولا يستحقون إشادة أحد من البشر؛ لأنهم وحدهم يفقهون كيف تسلقوا.. وكيف وصلوا على سحق آمال غيرهم.. وكيف دهسوا أحلام البسطاء لينالوا شيئاً من متاع الدنيا الفانية؟.لهذا لن يفلحوا مهما ضحكت بوجوههم الدنيا.. ومهما زيّن لهم المرتزقة طرق متعتهم وفرادة منالهم ومآلهم.. فهم في حقيقة الأمر ونهايته يدفعون كل يومٍ حسرات الخيبة وإن أخفوها عن عيون البشر، لكنهم يتوجعون في خلوات صمتهم كما لا يتوجّع أحد مثلهم. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك