ينفرط عقد المودة فجأةً بين العاملين في حقل السياسة، فيبقى الوطن على شفا جرفٍ هارٍ بين عشيّة وضحاها. من أعطى هؤلاء حقّ مصادرة تقرير مصير الشعوب وخياراتها وتعاويذها الإنسانية حتى يستبدون بمصالح العامة وينزلقون بأوطانهم إلى مهاوي الردى؛ وكأنّ حياة الآخرين لعبة شطرنج بين أيديهم يديرونها وفق أمزجتهم الغبية..؟!. الطارئون على السياسة الحقيقية لا يفقهون إلا مصالحهم وأفكارهم العداونية تجاه من يخالفهم رأيهم أو يرفض أن يكون رقماً هزيلاً في قائمة أرقامهم الأشدّ وبالاً وفتكاً بالأوطان؛ بل إنهم أكثر الرزايا هدماً وتدميراً لكلّ منجزات أوطانهم وما تبقّى من أملٍ يقتات عليه البسطاء. على هؤلاء العارية قلوبهم من كساء المعرفة والنبل أن يعودوا إلى حقول أوطانهم.. يزرعون فيها الخير ويستثمرون في مداها صفة الإنسانية قبل أن تجتثّهم الصحوة الحقيقية للكادحين الصابرين على ما يحيق بهم، ويتجرّعون في صمتٍ عجيب كل المهانات والإسفاف من قائمةٍ بائسة اسمها أدعياء السياسة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك