الذكرى الفاجعة.. داهية اليمن.. وعطرها الزاكي.. روح الانتماء.. وذاكرة من لا ذاكرة له.. الشهيد جار الله عمر. والمفارقة بذات يوم الأمس السبت من العام 2002م انتقل إلى السماء شهيد الفكر وضحيّة المتأسلمين .. الشهيد جار الله عمر.. ذاك الرجل الفاصلة الذي انفرطت بعده مسبحة النضج والرؤى الثاقبة في يمن الرزايا. ما زلتُ أتذكّر نكبة تأريخ 28 ديسمبر.. فمُذ رحل الشهيد جار الله عمر رحلت معه قيَم وحدس وفرائح هذا الوطن المنكوب بدجاليه ومتآمريه.. كنتُ في مدينة حجّة لحظة اغتيال الرجل الإنسان جار الله عمر.. اتصل بي والدي ليخبرني بالكارثة: قُتل صاحبك. لم أكن اشتراكياً حينها.. لكنني كنتُ ومازلتُ أنتمي لفكر وإنسانية وروح جار الله عمر.. وكان والدي الحبيب يدركُ جيداً محبتي الخالصة لجار الله عمر.. تلك المحبّة التي تسرّبت لقلوب الملايين ممن ينتمون للنقاء والبساطة والعدل والحريّة.. وكانت الفاجعة. ذلك الفكر البغيض الذي تتلمذ على أيدي القتلة بإحدى جامعات اليمن وبدهاليز الفتنة للمؤلفة عقولهم وجيوبهم.. قُتل بعد شهيد الفكر والإنسانية الكثير ومازال يقتل ويعبث دون رادع. تأملوا في وجوه وحياة قاتليه من بعده.. وجوه كالحة وحياة بائسة ومصير قاتم وإن كان بعضهم مازال يدير لعبة انتهاك وإزهاق الأرواح حتى اللحظة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك