كانت ومازالت وستظل اللغة العربية أعجوبة اللغات .. وفرادة المنطق.. وزهو الانتماء.. وأسطورة المعنى. غير أنّ ما يفعله أبناؤها من عبثٍ يوميّ ينخر في جذع مجدها يجعلها غريبةً في قومها.. وعصيّة على من آثروا عصيانها وهتك حلمها الإنسانيّ الأبقى. إنّ ثقافة الاستعراض باللغة الإنجليزية مثلاً في أطروحات وصياغة ومنطوق كثير من الكتبة والمحررين الصحفيين والتي يحاولون من خلالها إظهار مدى سعة ثقافتهم واطلاعهم على حساب تجاوز اللغة العربية ومخزونها الهائل والمذهل والأكثر جمالاً واستيعاباً لأفكار الحياة وتفاصيلها اليومية.. باعتقادي لا يُعبّر إلا عن إفلاس حقيقي للمقصودين بذلك.. وجنوحهم إلى اختصار الطريق الذي لا يُمكن لنا اختصاره في الوصول للمجد اللغوي وسلامته من العبثيّة واستدراج القارئ لفخّ الانبهار الهلاميّ والذي لن يصمد طويلاً أمام حقيقة ثبات اللغة العربية على أجمل وأرقى بساطٍ دنيويّ.. بعيداً عن مسألة التحيز والتعصّب للغة العربية، كوننا عرباً.. وإنما لأنها اللغة الأكثر قدرة على استيعاب تفاصيل منطوق الحياة وسلامة بنائه اللفظي. وبما أنّ اللغة العربية هي لغة التواصل بيننا وبين الآخر وهي التعبير الحقيقي للوجود الإنساني العربي فأقترح أن تهتم المطبوعات العربية بتخصيص الجوائز المحفزة لأجمل مادة صحفية انطلقت من جذوة اللغة وساهمت في وصول مفرداتها الحيوية للقارئ دون تكلّف.. وفي ذلك خلق مساحة واسعة من استنهاض الاعتزاز باللغة العربية بين أبنائها. إذن مازالت الفرصة مواتية لاستعادة ألق اللغة وسلامتها من نكوصٍ أُريد لها أن تدور فيه ومعه، لئلا يكون وهجها مرصد ذائقة الشعوب جميعها. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك