أكثر من سنتين ولم يعد أحد يتحدّث بشكلٍ جدّي في اليمن ودول ما يُسمّى الربيع العربي عن الاقتصاد ومقوماته الحقيقية كمطلب أساسي وثورة شاملة هي الأهم من كلّ الترهات السياسية. غالبية النُخب السياسية تتحدّث عن محاصصة وتقسيمات وحلول آنية لمصالحها.. رغم أنّ هذه البلدان تمرّ بأزمات تلو أزمات.. وغير قابلة للنقاش العقلاني حول تقاسم لا يجدون تحته ما يُمكّنهم من التعايش السليم فيما بعد. هذا الغباء السياسي تنطوي مخرجاته على أهدافٍ غير سويّة.. إذ يعتقد الطرف الأقوى أنه لا يحتاج لرؤية عقلانية وعميقة ومؤسساتية.. فبقوة نفوذه المالي والسياسي والعسكري أحياناً يمكنه الاستحواذ ودرء ما يعيق سلطته وتسلّطه على بقية البيادق التي ستنهار بشكلٍ أو بآخر أمام مغريات المال وبضع تقاسم سياسي لا يخدم أي منظومة حقيقة لبناء الأوطان وقبلها الإنسان. الاقتصاد أيها الربيعيون هو النقطة الحاسمة في أجندة المستقبل الذي لا ندري عن توقعاته سوى المزيد من الدمار والتراجع الإنساني والأخلاقي .. وإغفال الدور الحقيقي للبسطاء والأيدي العاملة التي لولاها لما تشدّق السياسي بنفوذه المالي والإداري .. ولما أعاد تنشيط الاستعباد بطرقٍ أخرى ظاهرها ربيع وباطنها خريف لا تنتهي فواجعه. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك