الناس يموتون ببطءٍ لئيم ، والساسة يعتقدون أنهم يصنعون حاضر ومستقبل هؤلاء الضحايا ، رغم يقين الكادحين أن الصراع السياسي لا يمتّ لهمومهم بصلةٍ إلا في شكله الظاهر ،لذر الرماد في العيون . الناس يعيشون وضعاً كارثياً يا أيها المؤتمنون على مستقبل البلد ، بل وصل الحال بالكثير من المواطنين البائسين للموت داخل بيوتهم المهترئة لانعدام الطعام ، وغلبة المرض على أجسادهم الهزيلة . الناس يعانون ، وأنتم ما بين مستثمرٍ لمعاناتهم ، ومنتقم لآمالهم ..تحصدون في أسوأ الأحوال منصباً مرموقاً ، ومنزلاً آمناً ، ومركباً فارهاً ، ومعيشةً لا ضنك فيها لأطفالكم .. في حين ترمون للبسطاء فُتات ما لا ترفعون له قدراً ، وما لا تدركون له وزناً وقيمة . فمتى تضعون هذا الواقع الأليم نصب أعين أجندتكم المكتظّة بالنيل من بعضكم والتربّص بالغدِ الذي ضحّى لأجله هذا الوطن الموجوع بما لا تستطيعون القيام بأقلّ القليل منه ..! [email protected]