الإصرار على الانتقام وتدمير البلاد والعباد وإدخال اليمن في أتون صراعات جديدة لا يدل على التعقل والحكمة بقدر ما يدل على الإفلاس والنوايا العدوانية والنفوس الحاقدة والقلوب الخاوية والعقول المتحجرة والأفئدة الساخطة , والأكثر من كل ذلك الارتهان الذي جردهم من قيم الولاء لله ثم للوطن اليمني الكبير ,ونحن على يقين بأن من يمتلك قرار نفسه لا يمكن أن يقبل بالأذية لبلاده من أجل مصالح خاصة أو مناطقية أو قروية أو مذهبية على الاطلاق لأن شرف تاريخه الأصيل يمنعه من كل قول أو فعل يمس الوحدة الوطنية أو ينال من السيادة اليمنية . إن الانكفاء والغرور والتمترس خلف الأوهام واختلاق الاعذار والبحث عن الزور والبهتان من الأدوات التي أدت إلى فشل من سبق إلى هذا الفعل الجبان ,ولذلك ينبغي عدم التكرار لارتكاب الاخطاء والمضي في غي الشيطان لأن كيد الشيطان كان ضعيفاً فالحذر كل الحذر من ذلك. إن من يمتلك سجلاً وطنياً مليئاً بالولاء الوطني وقدسية الوحدة اليمنية لا يمكن أن يضع نفسه أداة بيد الحاقدين على اليمن ووحدته وأمنه واستقراره وتطوره وازدهاره على الاطلاق ,لأنه يدرك تماماً بأن ما سيأتي من أعداء اليمن كارثي على وحدة الأرض والانسان والدولة اليمنية الواحدة والموحدة وسيكون عار أبدي على من يقبل بذلك الإذلال و التركيع والاستكانة , ومن أجل ذلك نكرر القول بأن أحرار اليمن العظماء يأبون التفريط في وحدتهم وقدرهم ومصيرهم الواحد والموحد ويحملون مشروعاً قومياً عربياً جمع بين الروح والجسد ,الروح الذي يكمن فيه الإسلام عقيدة وشريعة والجسد العروبة التي كانت وستظل الحضن الدافئ لكل خير للإنسانية جمعاء. إن محاولات إشعال النيران في اليمن سينقلب ضد من يشعل تلك النار أو يمولها أو يزيد من صب الزيت عليها , وهنا ينبغي أن يدرك المصرون على إشعال نيران الحروب في اليمن أن الله تعالى كفيل برد كيد الماكرين في نحورهم و ان يجعل تدبيرهم في تدميرهم ,والشواهد على ذلك في التاريخ كثيرة, ولكم أن تطلعوا عليها وتدرسوها لتتعظوا وتعتبروا وتكفوا أذاكم عن اليمن الواحد والموحد , ولن يتحقق أمن واستقرار المنطقةوالعالم إلا بيمن خال من الصراعات , لأن اليمن بلد التوحيد الذي لا يحمل حقداً على أحد لأنه مصدر الإشعاع الإنساني وسيظل واحداً وموحداً بإذن الله.