عمر الإنسان قصير جداً مهما طال، لا فرق بين عشرين عاماً أو مائة وعشرين فكلها لحظة عابرة ولا يبقى للإنسان إلا عمل صالح أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له بعد موته، وهي الباقيات الصالحات التي يغفر الله بها الذنب ويجزل الثواب.. أعتقد أن الموفق هو المعتبر، والمعتبر هو من يبادر للخيرات قبل فوات الأوان، لأن الزمن لا يمهلك، فأنت كل يوم يمضي عليك إنما تمارس الموت، نحن نتنفس، يعني نحتضر ونموت. وأوجز كلام عن أهمية المبادرة قبل فوات الأوان هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم حيث يقول «بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا فقراً منسياً أو غنى مطغياً أو مرضاً مفسداً أو هرماً مفنداً أو موتاً مجهزاً أو الدجال، فشر غائب ينتظر أو الساعة.. فالساعة أدهى وأمر». وهو حض على المبادرة بالخير، والمبادرة هي العمل المبتكر الذي يقوم به الفرد نتيجة إحساس بذهاب العمر وأهمية العمل الصالح الذي يساعد في بناء المجتمع، وفي إزالة الجهل ونشر العلم ومحاربة البطالة, وتشجيع العمل والابتكار, في محاربة الفقر وفتح مسارب للثراء العام وأبواب دخل في المسح على رأس اليتيم، في نصرة المظلوم، في إعانة محتاج , في إصلاح ذات البين، وإصلاح ذات البين ليس كما يفعل بعض الناس هذه الأيام حيث تحولوا من مصلحين إلى محارشين بين الناس، من أجل جلب الأموال حتى على حساب الأمان العام والسلم الاجتماعي وتحولت إلى مهنة غير شريفة، مثلها مثل بيع المخدرات، لأن الأعمال الصالحة بمقاصدها ونتائجها، فمن ينوي الإصلاح بين الناس لا يحولها إلى مهنة لجلب ونهب أموال الناس حتى على حساب السلم والسلام بين الإخوة، وهو عمل ظاهره خير وباطنه شر، مثل التي تزني وتتصدق، وعلى الناس عندما يمارسون الإصلاح بين الناس أن يصلحوا نياتهم ووسائلهم، لأنه عمل عظيم وعندما يفسد يكون مفسدة عظمى. المبادرات كثيرة وميدانها الإنسان والمجتمع الذي يعد محراب المؤمن وقبل أن تخرج من الخدمة وتموت ياصاحبي «مع أنك تموت الآن» حاول أن تصنع شيئاً صالحاً في طريقك. بادر وفكر وستأتي إليك أفكار مبدعة وفرص ذهبية، المهم أن تنطلق نحو المبادرة وتبحث عما تفعله من خير. يجب أن تفعل شيئاً ولا تنتظر، فالوقت لا ينتظر والشمس لا تتوقف، وجمعتكم مباركة. [email protected]