المواقف التي تتخذ سريعاً ودون تروٍ من الإقليم لاتدل على حسن النية بقدر ما يفسرها إنسان اليمن أنها اقتناص الفرصة لتحقيق رغبة التشظي والانقسام والاستمرار في ايقاف عجلة التنمية في الجمهورية اليمنية والعمل على استمرار امد الأزمة السياسية ومنع انهاء الفترة الانتقالية وإعاقة انجاز مهام التسوية السياسية ليظل اليمن خاضعاً وراكعاً ولايصل إلى درجة التطور التنموي الذي ينشده اليمنيون الأحرار، كما أن تلك الاجراءات الفورية والمستعجلة لم تقصد معاقبة فصيل سياسي بعينه، كما تتصور بعض القوى السياسية التي قبلت على نفسها الارتهان للغير ولكن حقيقة تلك الاجراءات هي دليل على رغبة البعض في عدم ايجاد حلول للأزمة اليمنية، ولذلك سارعوا إلى صب الزيت على النار. ولئن كانت مبررات تلك التصرفات الاقليمية قد جاءت من الداخل بسبب تصرفات رعناء للقوى السياسية الصاعدة التي لاتمتلك تجربة سياسية لافي إدارة الشئون الداخلية ولافي إدارة الشئون الخارجية، فإن حق الأخوّة والجوار الاقليمي يفرض على الجميع بذل الجهود القومية من أجل الحفاظ على اليمن الواحد والموحد واستكمال التسوية السياسية والاسهام بفعالية في هذا الاتجاه بدلاً من ترك الموقف للقوى العالمية والاكتفاء بالتفرج والمسارعة إلى صب الزيت على النار كلما سنحت الفرصة لإضعاف اليمن والإخلال الكامل في التنمية لإحداث المزيد من الفقر ليظل اليمن ممزقاً دون الادراك أن قوة اليمن قوة للإقليم العربي المجاور وقوة للوطن العربي ،وأن وحدته هي العمق الاستراتيجي لأمن الإقليم العربي والعالم وهو ما أثبته اليمنيون من 22مايو1990م وحتى اليوم. إن التفرج على اليمن من قبل الإقليم العربي وهو ينهار أمر في غاية الخطورة على أمن الإقليم العربي بدرجة أساسية، أما اليمنيون فإنهم قادرون على التكيف مع كل الظروف ولن يقبلوا بالركوع لغير الله الواحد القهار، لأن كل القوى السياسية والعناصر التي تقبل بالاستقواء الخارجي أو تنفذ الأجندة الخارجية مرفوضة في اليمن ولن يقبل بها اليمنيون على الاطلاق ولن تحقق سوى الخسران المبين لها ولمن يقف خلفها من الخارج، وقد برهنت أحداث التاريخ صحة هذا القول، وكل مايمكن أن تفعله القوى الخارجية من خلال من قبل على نفسه ان يكون أداتها في داخل اليمن هو ايقاف عجلة التنمية إلى حين أن تتحقق الحكمة اليمانية،وسيكون الخاسر الأول هو الاقليم العربي الذي سيسهم في محاولة تدوير اليمن من خلال المواقف غير المحسوبة وغير المدروسة. إن اليمنيين كافة يأملون من مواقف الأشقاء والأصدقاء أن تكون إلى جانب الإرادة الشعبية التي اعتصمت بحبل الله المتين والتي ترغب في الوصول إلى حق الشعب في الاختيار الحر من خلال الانتخابات الرئاسية والنيابية لأن ذلك سيكون في ذاكرة الشعب الذي لايفرط في حق الأخوة مهما كان بإذن الله.