بقدر صعوبة السؤال عمن سينتصر في اليمن الخليجيون أم الحوثيون وغرابته يكون الجواب صعبا وأغرب من أن يتخيل اليمنيون أنهم مجرد أحجار شطرنج يلعب بها محترفون وكل لاعب يفوزعلى اللاعب الآخر كش ملك فهم ملوك في الساحة بما فيهم القادمون من بُعد بشخوصهم أو ممثليهم ومندوبيهم وإن بقي بعضهم وراء الستار فهم يحركون الأوضاع باتجاهاتهم شرقاً أو غرباً أو شمالاً أو جنوباً.. فالسائل وهو في هذه المرحلة لا يعبر عن نفسه الشخصية أو الجمعية الواقفة كما لو أنها تقف على الجاد أو موقف المتفرج الذي يحدث نفسه ما هو المصير وأي مكان آمن سنهرب إليه والعذاب الذي سنلاقيه كما هو حال العراقيين والسوريين والفلسطينيين والليبيين وبعضهم ما زالوا يفدون على اليمن وتعج بهم المدن والاحياء وربما القرى.. إضافة إلى الصوماليين المستحقين لرعاية الأممالمتحدة أو الاثيوبيين والأريتيريين الذين يتلقفهم المهربون للبشر على طول ساحل تهامة الممتد من شمال البحر الأحمر وجنوبه وحتى بحر العرب في شرق البلاد ويتعرضون للنهب والتعذيب حتى الموت لينضموا إلى من ماتوا في البحر أثناء عبور قواربهم المتهالكة والمحملة بأكثر من طاقتها على أيدي أبناء جلدتهم. ودول الخليج تتحرك بقوة لمساعدة اليمن كما يقولون والمؤتمرات السرية والعلنية بينهم وبين مسؤولين أمريكيين وغربيين تعقد في الرياضوالبحرين وقطر وأبو ظبي وعمان ومصر والأردن لبحث الخطورة المحتملة على باب المندب ترافقها تهديدات بالدفاع عن مصلحتها في هذا الممر وصولاً إلى قناة السويس وشط العرب من قبل الحوثيين، وفي زوايا أخرى بعيدة وقريبة مكشوفة ومستورة تبحث المستجدات قبل وقوعها في لقاءات بين ممثلين للحوثيين ومسؤولين في هذه الدول بما فيهم رجال الجيش والمخابرات، تخرج عنها تصريحات بأن التنسيق بدرجات معينة يجري مع الجانب المصري تحديداً وأن أمن مضيق باب المندب يهم الجميع ولا يرغب أحد في زعزعته لوجود المتربص الاسرائيلي وبالقرب منه الإيراني ،مع أن لإسرائيل ومعهم أمريكا وفرنسا وبريطانيا قوة عسكرية ضاربة بحرية وجوية وترسو حاملات الطائرات في مواقع متفرقة من ا لخليج والبحر الأحمر في البحرين وجيبوتي ومضيق هرمز ومن جيبوتي وأرتيريا.. وقد هدد عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون من الرياض ومن عدن بأن دول مجلس التعاون الخليجي لن تقف مكتوفة الأيدي إذا تطورت الأحداث في اليمن وفشل السياسيون اليمنيون في حل خلافاتهم بالتوافق كون أمن الخليج واستقراره من أمن اليمن واستقرارها ووحدتها ،ويتهمون الحوثيين وصالح بأنهم تحت المراقبة والمساءلة وفق البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة والذي يعني أن العقوبات وضعت اليمن تحت سطوة هذا البند وأن قرار مجلس الأمن الأخير قد أصدرته في الواقع دول الخليج والأردن والأضرار لن تمس مليارات صالح أو علي محسن أو حميد الأحمر ولا حزب الاصلاح باعتبارهم معرقلين للتسوية السياسية السلمية في اليمن.