نبيلة الزبير وأروى عثمان من بين أبرز الأسماء اليمنية في النشاط المدني والوطني والإنساني بشكل عام من حيث نوعية أدائهن وعملهن ومواجهاتهن ومواقفهن الثقافية والسياسية السلمية، ليس بتمثيل النساء فحسب؛ ولكن بما يجاوز ذلك أفقاً وتميُّزاً؛ لأن المُعطى المدني لديهن كثقافة يعمل بأفق الإنسان وفكرة التعايش والدولة لجميع المواطنين وحقوقهم وما لهم وما عليهم، ولم يثبتن أو يتصلّبن كبعض الناشطات والكاتبات عند مستوى حصر النسوية كمجال اهتمام خاص دوناً عن قضايا المجتمع المتعدّدة بقدر ما تجاوزت رؤاهن الوقوف عند محض تنظيرات أو مفاهيم بعينها أشبعت تداولاً واستهلاكاً إعلامياً وسياسياً ومزايدات ك«الجندر» النوع أو «الكوتا» وغيرها مما تتقاطع وتتباين الرؤى حول ذلك. وإذا كان دأب عديد الناشطات في اليمن قد صُبّ في الشأن المدني والثوري والإبداع الشعري والروائي؛ فإن نبيلة وأروى أيضاً كنَّ من أبرز من انطلقن من نزعة تمرّدهن فنّاً وكتابة وأسلوباً وارتبط وصف “المكارحة” شعبياً غالباً بمواجهاتهن لرموز ومشيخات تسلُّط وسياسيين ورجال دين متشدّدين..!!. والجهر عالياً بآرائهن الشجاعة كما امتازتا بذلك في معنى المواجهة التي اقتصرت طويلاً في مألوفها على الرجال في صراعاتهم لقرون عدّة في مجتمعات أبوية ذكورية متسلّطة أيضاً؛ هي الأخرى كما بطبائع اكتسبتها مجتمعاتنا العربية ثقافة لم تخلُ من استبداد. “النسوية” إذاً في جُرأة وشجاعة كلٍ من نبيلة الزبير وأروى عثمان لم تعد تسم أداء كل منهن بضيق الرؤية أو التزيُّد في النضال باسم المرأة في مجتمع ينظر دونياً لها في حالات وعيّنات من زاوية ثقافة نظرته الشاخصة في الواقع والخطاب اليومي، ولا تقتصر كتاباتهن ومواقفهن في الدفاع عن المرأة فحسب في الرأي والموقف والمكاشفات في الصحافة والمقابلات والتصريح للوسيلة الإعلامية؛ بقدر ما تفرّدتا بحضورهما وتأثيرهما خلال الأربعة أعوام الماضية تحديداً وتحدّياً سلمياً جعلهن يكسرن تابوات سياسية كثيرة أيضاً في مواجهة تطرُّف بعض الآراء التي تبنّتها ولا تزال أحزاب قبلية وجماعات دينية ومراكز نفوذ دعمت وتحالفت وتدعم حتى اللحظة تفقيس الأصوليات السياسية المفخّخة الرؤى..!!. في السياق تمّ توظيف خطاب العنف ضدّ النساء، كما استهدفت ناشطات غيرهن أيضاً كهُدى العطّاس وبشرى المقطري وتوكل كرمان وأمل باشا وماجدة الحداد وصباح الإرياني وبلقيس اللهبي وسامية الأغبري وإلهام مانع وغيرهن كثيرات ممن تحوّلن في فترة تلت التسوية السياسية؛ وما قبلها في اليمن ليخترن النضال السلمي كما برزت بتميُّز جهود الناشطة إشراق المقطري نحو استعادة العلاقة والثّقة بين المواطنين ورجال الأمن وكما هو دأب نبيلة الزبير وأروى وغيرهن من الناشطات في صفوف الإسناد الشعبي والمدني المبكّر لقضيتي الجنوب وصعدة تحديداً، وتهامة ودعم أفكار وطنية أخرى وحراكات مدنية عدّة ومختلفة من أبرزها أولوية حريّة المجتمع في مواطنة وحقوق وعدالة اجتماعية تحقّق معادلة سؤال الدولة الوطنية. [email protected]