الذين يفرطون بالثوابت الوطنية ويسعون لتمزيق وحدة النسيج الاجتماعي ويقبلون على انفسهم تدنيس شرف التاريخ ويتحولون إلى مجرد أدوات تحركها القوى المعادية لليمن لتنفيذ مخططات تدمير اليمن والقضاء على وحدة أبنائه لا يمكن الركون عليهم , لأنهم تخلوا عن ضمائرهم ومبادئهم ونسفوا ما كانوا قد سجلوه من شرف التاريخ في حياتهم ,ولذلك فإنهم منبوذون من الشعب , لأنهم أخلوا بالمبادئ الوطنية , وأي تصرفات يحدثونها بعد نكث العهود والمواثيق لن تصب إلا في خانة أعداء اليمن .إن الانجرار خلف الاغراءات والأوهام والادعاءات الباطلة لن يحقق الكرامة الإنسانية بقدر ما يقود نحو المزيد من الانكسار , وقد تعلّم اليمنيون من تجارب الحياة السياسية عبر مراحل التاريخ دروساً بالغة الأهمية رسخت في أذهان الأحرار ,إن الاعتزاز بالوطن وعدم التفريط فيه عنوان الشرف والإباء والكرامة , ومن أجل ذلك فإن الصبر والاعتصام بحبل الله المتين بات اليوم السمة البارزة في حياة كل أبناء اليمن الاحرار ومن أجل الحفاظ على وحدة الأرض والإنسان والدولة اليمنية الواحدة , وبات هذا هو الهم اليومي لكل مواطن يمني شديد الصبر والصمود في وجه الأعاصير والزوابع التي تستهدف كيانه ووحدته وأمنه واستقراره وزوال دولته الواحدة والموحدة , الأمر الذي جعل اليمنيين مضرب المثل في الإيمان بحق الانتماء والولاء لقدسية التراب اليمني . إن التلاحم الوطني الذي يقف في وجه التهديدات والتحديات التي تستهدف زوال الدولة اليمنية من الخارطة الكونية قد قدم النموذج الإنساني والحضاري الذي ينبغي أن يحظى بالاحترام والتقدير والدعم والتأييد من العقل الإنساني , ولا يجوز السماح للعابثين بقيم الإنسانية الحضارية بالتجاوزات على الاطلاق , لأن إصرار الشعوب على التوحد دليل على المستوى الحضاري والإنساني الذي يمنع الإخلال بالأمن الكوني . ولئن كانت بعض العناصر التي غلبت عليها شقوتها قد أحدثت شرخاً في الصف الوطني فتح الباب أمام أعداء الإنسانية لمحاولة النيل من وحدة الأرض والإنسان والدولة اليمنية الواحدة فإن تلك العناصر التي باعت ضميرها وجمدت عقلها لا تمثل الشعب اليمني ولا تحظى بأدنى درجات القبول , ولا بد من أن يأتي اليوم الذي يعود إلها وعيها الذي فقدته بسبب الاوهام لتدرك بأن عزتها وكرامتها في وحدة الأرض والإنسان والدولة اليمنية الواحدة والقادرة والمقتدرة بإذن الله.