الأحاديث النبوية والأحداث التاريخية لليمن واليمنيين تثبت أصالة المنبت وعراقة الأصل، وحينما يقع اليمن في اضطرابات بفعل ظروف المنطقة أو الخصوصيات الداخلية فإن مايميزه ويُعد اختياره الأخير والأوحد هو الاتجاه نحو العقل والالتزام بتوحد الكلمة، ولايغيب عن قراءتنا بوصف اليمن «مدد » الإنصاف وإحقاق الحق وهذا يعطينا قناعة أن الاعتماد العام على المدد الخاص المتمثل باليمنيين يخرجهم من مغبة الوقوع في إشكالاتهم الداخلية ومن الإنصاف وهي محمدة في حق اليمنيين أن السلبيات والسلوكيات المؤرخة تؤخذ منها العبر والعظات لذوي الألباب والبصائر. أصالة اليمني تُعيده إلى الانصياع للحق وإيثار سلامة أرضه وإنسانيته على موجة الغضب العارمة في نفسه، والمصالح المتداخلة . ومايبدو من رفض فئات لصوت العقل ولسان الحقيقة وتحييد المصلحة العليا يضعهم في دائرة الشك الوطني، ويخرجهم من كينونة الرؤية للإنسان اليمني الآخذ بالحق ومع الحق. تغليب المصالح على الوطن تجعل طريق الاختيار قصيراً والنهاية محتومة، أما العيش على رقعة اليمن - المكان لايثبت وطنيتك مالم يتمازج المكان بالمشاعر والانتماء الحقيقي. والفئة أو الفرد الذي يضع نفسه في مواجهته لايحصد سوى الخسارة وإن كانت الوقائع تُظهره بالمنتصر. اليمنيون في وصف رسالة الإسلام الأرق قلوباً وألين أفئدة، الموصوفون بالحكمة والإيمان والفقه ( .... الأيمان يمانٍ والحكمة يمانية والفقه يمانٍ ...) في خصوصية قدوم الأشعريين، وسجود الرسول وثناؤه على همدان، والأحاديث المتعددة في خصوصية الأحداث تُعطي عمومية المسئولية لكل اليمنيين في الحس الوطني والمكانة المعطاة في الحكمة والسلام والمرونة. كَتب التاريخ أن أبناء الوطن هم بانوه وأن من يدمره لايحق أن يُنسب إليه وإن عاش على أرضه فأفعاله تثبت رداءة معدنه وهشاشة انتمائه وأصله، والمتآمرون على الوطن يتمادون في محاربته، يتفنون في فتح جراحاته، ويخططون بكل الحيل والوسائل حسداً من عند أنفسهم، وحقداً بزوال سلطتهم، ولم يكونوا يوماً متحولين إلا إلى الجانب السالب، وسيظل القدر المكتوب مترصداً لهم بسوء نياتهم حتى تلفظهم الحياة. نحن على يقين أن أصالة اليمني لاتنفك عن روحه، وأن العابثين ليسوا سوى لصقاء يتسمون باسم الوطنية التي إن شرقوا غربت وإن غربت شرقوا. [email protected]