مسلسل الاغتيالات المتتالية في بلادنا حالة منفرة ومقلقة بكل المقاييس , وليس سكان هذه الرقعة من الارض وحدهم من يستنكر اعمال وجرائم هي في غاية البشاعة بل وكل مخلوق وكائن , وحتى الجماد الذي لا قلب له سيدين سفك الدماء , وترويع السكينة العامة..الالم الذي ترتفع نسبته عقب كل – عملية اغتيال- دون ان يعيره احد أي جانب من الاهتمام والمراعاة الانسانية هو ذلك السؤال الذي يبقى في رفقتنا طوال الشعور بذنب البراءة حتى تحين لحظة النسيان بعد انهاك فكري وجسدي . , والسؤال: لماذا؟! أي لماذا نصر على سفك الدماء في ارضنا الطيبة؟!, وما الذي يجنى منها؟!. مكثنا سنوات في عملية – الارشاد , والتلقين – للحد من تفشي ظاهرة «الثأر» في اوساطنا كأبناء مجتمع واعٍ يجب ان تكون روح الاخاء , والمحبة , والتسامح هي لغته الاولى, وبدأ الناس يتجهون الى الشرع لتظل اياديهم بيضاء كحمامة السلام . لكن – الثأر السياسي- يتضح لنا بأنه الواقع الاخطر . ربما لانه مجهول الهوية , ويزداد عناد حسب الاحقاد الشخصية , وما يعتقد بأن اهدافاً قد تتحقق على خلفية هذا النوع من اغتيال الرموز الوطنية والانسانية دون الادراك بأن اية نتيجة تكمن خلف هذه الخطوات اللاإنسانية ستكون سلبية بمختلف الاحوال.. اجزم القول على ان مساعي الحد من هذه الظاهرة المقيتة لا يتجاوز حدود الرضوخ امام هلع الجريمة نفسها , والقبول بوضع هو الاكثر سوءاً ليس فقط من الناحية – الاقتصادية, والامنية- بل ومن الناحية الاكثر الماً وهي – الدماء المسالة- والتي منها يكاد العقل ان يفارق الجسد لهولها وتفاهة السبب . فلمجرد إغاظة طرف او جماعة تقدم نفساً بشرية يقول عن فعلها رسولنا الاعظم صلى الله عليه وسلم – بأن هدم الكعبة حجراً حجراً اهون من اراقة دم مسلم- ..وهي تقدم كبش فداء من اجل اغراض سياسية كانت السبب في وصولنا الى هذا الانحطاط القيمي , والاخلاقي !! تشعرك هذه الجرائم بسهولة الامر لدى تلك الايادي التي بالفعل تمكنت المطامع الدنيوية من جعلها تنسى تماماً العواقب الإلهية الوخيمة , وان الحياة الدنيا بكل مقتنياتها وصراعها ماهي الا «لهو» , وان الآخرة هي دار البقاء.. غير معقول وصولنا الى مرحلة تواجه فيها الكلمة بالبارود !او يكون فيها البسطاء من اهل الفكر لقمة سهلة للنيل من آخرين يصعب الوصول اليهم .. الصحفي عبدالكريم الخيواني لم ينهب ارض احد !, وايضاً لم يقتل احداً !فماهي حجة قتلته بعد هذا الترصد؟! , وغيره ممن سبقوه الشهادة؟. لماذا لانجد آثار هذه الجرائم ومرتكبيها؟! لماذا يصر ابناء شعبنا على البقاء في حكم المتفرج ؟! حتى يتمكن الشر من بث الخوف والرعب , والقلق النفسي داخل رجفات قلوبهم , وخيال اطفالهم؟! .ما نعرفه ان الصراع السياسي لا يتجاوز حدود شبكة الفكر فلماذا سيتحول في بلادنا الى ثأر يستنزف الدماء , ويدمر المنظومة البيئية , والانسانية, معاً؟!. [email protected]