ما نخشاه هو أن تصل البلاد إلى ما وصلت إليه بعض بلدان الربيع العربي من اضطرابات وحروب داخلية وقتل وتدمير طغت فيها النعرات المناطقية والمذهبية والسلالية فتحوّلت تلك البلدان إلى أشباح تتقاتل في الشوارع، فاختلط الحابل بالنابل، وفي الأخير يذهب ضحية ذلك الأبرياء من الأطفال والنساء والمسنين، ويتم تدمير كل ما بني على مدى عقود طويلة من الزمن حتى تحوّلت تلك البلدان إلى مناطق آمنة للمنظمات الإرهابية التي أصبحت تبحث عن المناطق المضطربة لأنها تجد فيها مكانها الطبيعي لنشاطاتها الإرهابية والتي تصدّرها إلى بلدان أخرى، وما سوريا والعراق وليبيا عنا ببعيد فمثل هذه البلدان كانت مصدّرة للكثير مما تنتجه من خيرات لكن بفعل جنون أبنائها والأنانية التي طغت على أفكارهم وعقولهم وعدم تقبّل الآخر والتمسك بالرأي الواحد تحوّلت مثل تلك البلدان إلى بلدان تستجدي المساعدات والمعونات من الدول الأخرى، واليوم ما نخاف منه هو أن تلحق بلادنا في هذه البلدان من خلال ما نشاهده ونلمسه اليوم من أخطار الفوضى التي بدأت تطل برأسها على البلاد، وهذه الأخطار لا يمكن أن ينجو منها أحد ولا يمكن لأحد أن يفكر بالنصر دون الآخر فاليمن يجب أن تكون محمية من جميع أبنائها دون استثناء، وأن يكون هناك تنازل من الجميع من أجل أن لا تنزلق البلاد إلى ما لا يريده أحد منا ولا أظن أن هناك من أحد يريد خراب ودمار البلاد، لذا فلابد من أن يجتمع عقلاء البلاد وربانها ليضعوا مصالح البلاد على الطاولة للخروج بحلول شجاعة تجنّب البلاد ما وقعت فيه بلدان أخرى من خراب ودمار، وأنا على ثقة أن الحكمة اليمانية التي وصفنا بها رسولنا الكريم سوف تكون حاضرة في أي لقاء يهدف إلى تجنيب البلد مخاطر الفوضى والدمار، على الجميع أن يتذكّر أن الشعب اليمني يُعاني الكثير من الفقر والجوع والبطالة، وأصبح في حال لا يحسده عليه أحد، وعلى حكماء البلاد إن كان هناك حكماء أن يُدركوا أن البلد لا يستطيع أن يتحمل أكثر مما هو فيه من سوء وضيق الحال، تقارير المنظمات الإنسانية والدولية تشير وتؤكد أن هناك ستة عشر مليون إنسان يعانون بل يعيشون تحت خط الفقر، وبالتأكيد فإن عدم الاستقرار سوف يزيد من هذا العدد، وستكبر المأساة، وسيموت الناس وقوفاً.. في الأخير نتمنى أن يعود العقل، وأن تكون اليمن حاضرة ومسئولية حمايتها والحفاظ عليها مسئولية الجميع والتاريخ هو الحكم في الأخير.