النزاع السياسي في اليمن قد أدى اليوم إلى بداية تصاعد ألسنة نيران بركانه ما ينذر بحدوث زلزال وشيك لحرب أهلية شا ملة لا سمح الله ستأكل كل نيرانها الأخضر واليابس بعد انسداد أفق الحل السياسي، وتحول نقاشات الحوار على كثرتها إلى مجرد حوار الطرشان ذو سمة (بيزنطية) ومجرد تضييع للوقت ليس إلا وتفريطنا بمخرجات مؤتمرالحوار الوطني الشامل بقصد أو بدون قصد بسبب استمرارية تعنّت بعض القوى السياسية التى كانت ولازالت ترى في الحوار مجرد مطية لتحقيق أهدافها الحزبية الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا ناهيك عن إبطان بعض القوى السياسية في الحوار الوطني تنفيذ خطط لسيناريوهات أُعدت مسبقاً قد لا تُراعى فيها مصلحة الوطن بقدر ما تلبّي أجندات ورغبات مشاريع سياسية إقليمية ودولية ليس فيها لليمن لا ناقة ولاجمل، واعتبار مشاركة هذه القوى في فعاليات الحوارات الوطنية مجرد مناورات سياسية تغطي على تحركاتها الميدانية لتحقيق غاياتها على الأرض. الأمر الذي أدّى بالكلية إلى إفراغ الحوار الوطني من أي مقومات نجاح، وباتت كل مخرجات الحوارات السياسية رغم التظاهر بجديتها مجرد ظاهرة صوتية لاتكاد تتعدى الحبر على الورق، وذر الرماد على عيون أبناء شعبنا الذي طحنته معارك التسابق على السلطة بين القوى الحزبية خلال الأربع السنوات الماضية، وتثبت هذه القوى الحزبية مجتمعة أنها خذلت شعبها الذى اهتزت ثقته بها «الأحزاب» اليوم، وبات معظم أبناء شعبنا إن لم يكن كل السواد الأعظم منه أصبحوا لا يصدقون أي وعود بين هذه القوى المتناحرة حول تحقيق أي توافق سياسي حتى فيما بينها وبات توقيع أية وثيقة بين هذه الأحزاب المتناحرة نذير شؤم يقلق الجميع، وما وصلنا إليه اليوم خير دليل على تقصير النخبة في الالتزام غير المشروط بمخرجات الحوار الوطني وكل ما وقعت عليه منذ بداية الأزمة في اليمن ولذلك لا شك أن الشعب اليمني اليوم بكل شرائحه يوجه أصابع الاتهام صوب القوى السياسية الفاعلة ويحملها كامل المسؤولية لنتائج هذه الحرب الجارية في الساحة الوطنية، ولن يغفر الشعب اليمني جيلاً بعد جيل فيما لوسمح الله انزلقت اليمن إلى أتون الحرب الأهلية الدائمة وتحولها إلى معارك تحركها حبال تتحكم في أطرافها (المعركة) قوى عربية وإقليمية ودولية تلبّي مصالحها ليس إلا، وخصوصاً بعد أن أصبحت بعض هذه القوى السياسية في الساحة الوطنية الفاعلة تطبق مبدأ من ليس معي فهو ضدي، ولا تقبل الرأي الآخر بالمطلق وهو ماضرب تجربة التعددية على هشاشتها في مقتل في اليمن وفتح الباب واسعاً أمام تلك القوى السياسية الانتهازية التى تميل إلى الوصول إلى السلطة بسرعة الريح مبادرة إلى عقد التحالفات مع الأقوى من هذه الكيانات الحزبية حتى ولو على حساب المبادىء الديمقراطية والوطنية وهو مازاد الطين بلّة، وشجع تلك القوى على السير قدماً في غيّها دون إدراك منها أنها قد تتسبب من حيث لا تعلم بجرّ الوطن إلى محارق الاقتتال الطائفي وتجاوز حدود الخلافات السياسية الحالية وهو مانخشاه ونحذر الجميع منه، وندعو الجميع إلى ضرورة العودة خطوة إلى الوراء من أجل الوطن خيراً لهم من ألف خطوة إلى الأمام يمكن أن ندفع ثمنها ضياع وطن وانهيار دولة وعدم القدرة على النجاة من مخاطر مثلث بارمودا الخلافات السياسية الدامية في اليمن، وفي الأخير لابد من القول: ثلاثتكم اليمن أمانة في أعناقكم. [email protected]