كما فعل الطاغية المأفون بالتعصب العرقي السلالي في عام 1994م، هاهو يعيد الكرَّة مرة أخرى، ناشراً خرائب متاهاته في المحافظات الجنوبية حصراً، وعدن في القلب منها، بل إن جُند المتاهة العصبوية المأفونة بالدين السياسي الباطني، يعتبرون حربهم ضد عدن “حرباً مقدسة”، فكما كان سكانها «شيوعيون كفرة» في عام 1994م، ليسوا الآن سوى «داعشيون تكفيريون» .. هكذا !! يلهج صُنَّاع الموت المجاني بهذا الكلام المتهافت، ليبرروا ما ليس قابلاً للتبرير، وليُمعنوا استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ضد السكان العزل في كل مديريات عدن الباسلة.. ابتداءً من دار سعد، مروراً بالشيخ عثمان والمنصورة، وصولاً إلى خورمكسر وكريتر، وحتى المعلا والتواهي. وعلى مدى هذا الاجتياح الهمجي لا مانع من قصف خزانات المياه، وتجفيف منابع الحياة لأكثر من مليون نسمة. هذا ما يحدث اليوم في عدنوالمحافظات الجنوبية «لحج / ابين / شبوة / حضرموت».. في سلوك يتوخَّى تكريس الروح المناطقية، ومن هنا نستطيع الإشارة بالبنان لمن يتمّنْطقون خطاب الوحدة، فيما يسعون في تمزيق اللحمة الوطنية.. مُصرِّين على اعتبار الجنوب اليمني ساحة رماية مفتوحة للمقاتلين «الأشاوس» ضد النساء والأطفال. ذات يوم قريب بعيد قال البطريرك المأفون بثقافة الحرب إنه سيحول عدن إلى قرية، وقد فعل ذلك طوال سنوات حكمه الظالم .. لكنه لم يتوقف عند ذلك الحد بل توعد بِصوْملة اليمن ككل، ومن عدن بدأ يباشر الوعد بالصوملة، مُتناسياً أن مثله الأعلى «سياد بري» ذهب إلى مزبلة التاريخ، وظل الشعب الصومالي شامخاً وواحداً رغم أنف سياد وزبانيته القبائليين المناطقيين . وعلى امتداد خطوط التماس بين الحضارة والهمجية باشر «نيرون اليمن» ومن معه من المُتحوِّثين الواهمين، اجتياح تهائم العلم والحكمة اليمانية، وأرض السلم والسلام المخطوفة بثقافة البناء والعمل والتعايش .. تعز الحالمة، ولم يوفر جهداً أو وقتاً لتمزيق النفوس وتدمير المعالم ومصادرة الدولة. حقاً ما قاله العرب: كل إناء بما فيه ينضح، ولا يرجى خيراً منه من كان ديدنه الموت والقتل. [email protected]