أدرك أنك ستقرأ سطوري الطويلة التالية رغم أني لم ألمح أو أصرح باسمك.. وأنك ستغضب - حد التفكير بضربي إن رأيتني - ﻷني تجرأت في كتابة رسالة تقريع خاصة عن خصوصياتك.. إنما حبي لك أعظم سطوة وأقوى من العواقب التي قد تفكر في تلقيني إياها..إنني أكتب إليك بنبض الصدق ونبل الصداقة التي توثقت عراها بين دربينا وقلبينا..فاستقبل مني المعاني.. بقلبي الذي يسكن - قلبك - في فردوس الاخوة الصادقة .. وبحق صداقتنا اﻷخوية تفحصها ببياض نيتي ..وتشبثي بك صديقا حتى وأنت أنت من نكل بأخوتنا.. ونكث بعهد وفائنا.. ومزق رباط ألفتنا.. ياصديقي..إلى ما تبقى فيك.. كتبت بدفق الشرايين..وشهيق الأنفاس ..رسالة طويلة مبللة ..متبلة..فإما أن أستردك وتستردني وتمحوك من الارتهان للكرتونية وتنعتق روحك من الدونية .. وإما أن تستمرىء الهوان فتتردى وتخزى.. وأكون منك في براء ذمة وعهد وعذل.. -؛---- الرسالة : -؛----- إلى ماتبقى لي منك يا صديقي .. إلى شطر من قلبك المتﻷلىء بالحياة النقية من دنس اﻷوباش..ورجس اﻷوغاد..أخاطب فيك ما تنزه من تلك المضغة .. حيث كنت آوي في عقدين من عمرينا مضيا..ونقشت فيها سفرا من صداقة لم أحظ أو يحظ بها من أصدقائك سواي.. ياصديقي النائي عني بقليه.. الداني مني بفلذة من قلبه : عندما تنحرف عن مبادئك.. أو تنجرف مع أراذل الناس..فاعلم أنك مصاب بهشاشة في شخصيتك وقد انضممت إلى شخصية كارتونية بلا هوية ولا تاريخ أو مستقبل..مجرد صورة خرافية كهذه التي خربشتها ريشة ابنتي "سماء " التي لاتعلم أنها كانت ترسم صديقا متهتك المروءة..دميم الوجه ..أجوف الشيم..هجين القيم..لم تعلم أنها بخربشتها على لوحة هوايتها متخيلة شخصية نصفها إنسان ملخبط الملامح.. والنصف اﻵخر بلا معالم واضحة..بأنها تقتبس من الغيب ملامح شخص مسلوب الروح ..منهوب الإرادة.. وأنك إمعة سلمت زمام قيادة حياتك للأنذال.. فلا تلمهم على أنهم حولوك مجرما أو يوشكون..بل سارع إلى إنقاذ ماتبقى من كيانك قبل الفوات.. خذ قرارا شجاعا بالتحرر من رق التبعية لباعة يتجولون في أزقة اﻷزمات..ويغتالون المودات .. تخلص من الذلة..لمرتزقة ونخاسين يشرون اللؤم بالصداقة ..ويفجرون المواثيق بأصابع الغدر والخيانة ..وأنت تتماهى معهم وتسوق الذرائع لجرائمهم .. لاتقترب من هؤلاء آلات الخراب والدمار.. فإنك لاتدري لعلك تدمن غبار البارود ..ومناظر الأشلاء وأكوام اﻷبرياء لحما وشحما وعظما وأنهار دماء فتصير سفاكا وسفاحا ﻹنسانية كانت تترعرع في حناياك قبل أن تمسخ سفاكا وحانوتيا لناس عاشرتهم ولهم عليك حقوق الإنسانية والدين والقومية والوطن والصداقة.. ياصديقي الذي مازلت أرجوه : اعمر ماتهدم من أصول مبادئك حجرا حجرا ..بالتزامن مع هدم عيوبهم التي ألصقوها بحياتك أيضا حجرا حجرا.. يا صديقي..كلنا بنو خطأ.. كلنا نمر بمنعطف الضعف ونصاب بهزال المبادىء .. إنما لا نستسلم ولانيأس من النهوض ثانية..وننتصر في معركتنا الفاصلة .. فق ..اﻵن.. قبل الغيبوبة التي تصادرك .. وتصدر روحك إلى مقلب إحراق النفايات.. فإن لم تبادر ..فدعني أنعاك إلى نفسك..وأصرح لك وأصارحك بمآلك المهين..فلن تؤول إلا إلى خيط دخان كريه الرائحة .. وكومة رماد تبعثرها ريح الهباء في يوم عاصف.. -؛------ بانتظار إحرازك الانتصار..