لا يختلف اثنان ان الحديث عن فراق صديق عزيز يعتبر من اصعب المواقف التي يكون لها الاثر البالغ في مشاعر واحاسيس المتحدث حين يبدأ بمسك قلمه – وهو يعيد شريط ذكرياته – ليسطر مرثيته لفقدانه أخ عزيز، وصديق مخلص ووفي لأنه يكتب تلك الذكريات في لحظات تتناوبه فيها مشاعر الحزن والأسى.. لحظات صعبة لأنه يكتب كلماته وقلبه يتفطر دما لفراقه صديق صدوق كان بمثابة الأخ بالنسبة له. . صديق مخلص في صداقته ووفائه وفي مشورته ونصحه، وصديق وفي في وعده وعهده وامانته, وكريم في اخلاقه وجوده. تلقيت في الثالث من نوفمبر الماضي نبأ وفاة أخي وصديقي الفقيد نوح صالح عبدالله العميري, وشعرت حينها بالصدمة وانتابتني مشاعر الأسى والحزن، وذرفت عيناي الدمع لفقداني زميل لي ، كان وفيا ومخلصا.. زميل أحب الناس وأحبوه.. كان نوح مثالا للشاب الخلوق الذي يحظى باحترام جميع الناس في محيطه الاجتماعي وفي محيط عمله في السلك التربوي, وكان مثالاً للأخ الفاضل الذي يأسر القلوب دون استئذان, وما من صديق عرفه إلا وأثنى عليه وعدد مناقبه وصفاته التي قلما تجدها في غيره من الناس. أخي الفقيد نوح.. بعد ان ذهبت روحك الطاهرة إلى بارئها لتكون مع الأبرار والشهداء والصديقين افتقدناك اخا صدوقا، وصديقا مخلصا وثق اننا لم ولن ننساك، وما تزال ذكرياتك الجميلة واخلاقك الحسنة وحسن معشرك ووفاءك وصدقك وطيبة قلبك ورجاحة عقلك وثباتك على الطريق المستقيم وعلى سمو القيم والأخلاق وسماحة النفس ونزاهتها ماثلة اليوم – بعد وفاتك – في مخيلتنا وفي عقولنا وقلوبنا ووجداننا. وثق أن الجميع قد اصابهم الحزن والأسى واصابهم – بوفاتك – الهول والجلل لفقدانهم شخصية اجتماعية وتربوية كان لها ادوارا عظيمة في تنوير عقول الناس والتخفيف عنهم من وطأة المعاناة.. واليوم ها هم يعزون انفسهم لفقدانهم نوح الانسان التربوي.. المثقف.. رجل الخير.. طيب القلب.. ويفتقدون ابتسامتك التي لا تغيب عن شفتيك .. تلك الابتسامة التي يرون فيها اشراقة للحياة وللمستقبل ولمعاني الحب والأخاء ولكل معاني القيم السامية والأخلاق الحسنة وسمو مشاعر الوفاء والأخلاص ومشاعر الانسانية بكل ما تحمله الكلمة من معان. أخي نوح.. اننا لفراقك لمكلومون..فأنت وان مت فانك مازلت حيا في اعماق قلوبنا فأنت من العظماء الذين يصنعون الحياة لأهلم ومجتمعاتهم واوطانهم وينشرون مشاعل التنوير – كمربي فاضل- في مجتمعهم من أجل حاضر مشرق وغد وضاء.. فأنت وان غاب جسدك وروحك الطاهرة عنا فأنت ما زلت حياً بيننا بأخلاقك وبمبادئك وقيمك. . وفي الذكرى الأربعينية لوفاتك لا يسعني الا أعزي نفسي وأعزي كل اصدقائك ومحبيك وانقل أحر التعازي لأفراد أسرتك سائلا المولى عز وجل ان يسكنك فسيح جناته وان يلهم أهلك وذويك الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.